يا ورد ..
كم أنتِ جميلة كوطن داخل غربة طويلة ..
هكذا أسميتكِ بكل مرة رأيتك، وأتلفتِ انتظام أنفاسي بعبق عطرك فوجدتني أقولها وأكررها "زديني يا ورد.."
جلستُ على مقعدى بزاوية المقهى أتلمس بعضاً من تفاصيلك البهية الجميلة ..
سنين العمر مرت فى غربتي كنتِ فيها الأهل والأصحاب والذكرى العتيقة ..
أحببتُ غربتي يا ورد وضربتُ خيمتي بجانب عرشك يا بلقيسية الحضور ومريمية السيرة ..
ورد... اليوم نهاية أيام غربتي الطويلة تلك التى استوحدت بها ليال مريرة ..
كنا نتقاسم طعامًا لا يشبه طعام الجدة، ولا الحلو الذى تعده أمى الحبيبة ..
كنا نجوب شوارع الشتاء ليلاً ونعود إلى منازل خاوية أشد برودة ...
عجباً يا ورد سأعود إلى ما تمنيت أن أعود إليه، ولكن كأن روحى سقطت بين أصابعك جريحة ..
كان الله بعون صدر الورق يا ورد، رميت فيه عناقًا طويلًا وحزنًا بلا حيلة..
لا تكتمل الصورة أبداً يا ورد فإما غربة وطنها حبيبة، أو وطن دون الحبيب تعيش فيه الروح أبدًا ..غريبة.
الغريب