العزيزة وَرْد،،،

الغَضُوبُ الصَّامِتَةُ...

يُقْلِقُنِي صَمْتُكِ دَائِمًا، يُقْلِقُنِي أَلَّا تَرْمِي كَلِمَةً تَحْمِلُ عَتَبًا رَقِيقًا كَعَادَتِكِ...

أَخْشَى أَنَّكِ قَدْ سَئِمْتِ يحْيَى، وَلَامُبَالَاتِهِ، وَسَذَاجَتِهِ الْمُفْتَعَلَةِ لِلهُرُوبِ مِمَّا يُحْزِنُكِ...

يَا وَرْد، لَا قِبَلَ لِيحْيَى بِحُزْنِكِ، أَوْ جرْحِكِ، تَعْلَمِينَ ذَلِكَ، لَا تُنْكِرِي...

لَكِنْ...

أَتَدَلَّلُ عَلَى صُبْحِ الوَرْدِ الْمُحَمَّلِ بِالنَّدَى مَعَ كُلِّ "صَبَاحِ الخَيْرٍ" مِنْكِ...

أَسْتَنِدُ إِلَى فِكْرَةِ:

"وَرْدٌ تَنْدَسُّ بِأَيِّ مَكَانٍ قُرْبِي لِتَحْمِينِي، وَلَا تَهْتَمُّ"

أَبْدُو طِفْلَكَ بِجَانِبِ مَشَاعِرِكِ، أَعْرِفُ، وَلَكِنْ لَمْ أَكُنْ رَجُلًا بِحَقٍّ إِلَّا بِنَظْرَتِكِ الطَّوِيلَةِ الْعَاشِقَةِ لِيَحْيَى الْمُشَاغِبِ...

تَحَدَّثِي، وَأَفْرِطِي فِي الحَدِيثِ، وَأَقْلِقِي رَاحَتِي عَلَى وِسَادَة غُفْرَانُكِ الدَّائِمُ، صَمْتُكِ بَدَأَ يُزْعِجُنِي، يَضْرِبُنِي بِأَلْفِ تَسَاؤُلٍ:

لَمْ تَعُدْ تَغَارُ؟

لَمْ تَعُدْ وَرْدُ تَخْشَى الغِيَابَ؟

لَمْ تَفْتَقِدْنِي وَرْدُ هَذَا الْمَسَاءَ؟

رَبِحْتِ هَذِهِ الْمَرَّةَ بِصَمْتِكِ، جَعَلْتِنِي أَجُنُّ فَأُقرأ جَرِيدَةً مَقْلُوبَةً، أَلْبَسُ جَوَارِبَي بلونَيْنِ مُختلفين، وَأَنْسَى أَنَّ نَظَّارَتِي فَوْقَ رَأْسِي وَأَنَا أَجُنُّ بَحْثًا عَنْكِ، لَا عَنْهَا...

وَرْدُ، بِالْأَمْسِ جَارَتُنَا الشَّقْرَاءُ طَلَبَتْ أَنْ أَحْمِلَ عَنْهَا الأَكْيَاسَ، فَحَمَلْتُهَا وَأَوْصَلْتُهَا حَتَّى بَابِ الْبَيْتِ، وَفَتَاةُ مَحَلِّ الأُسْطُوَانَاتِ هَاتَفَتْنِي الْيَوْمَ كَيْ أَمُرَّ عَلَيْهَا، وَقَدْ وَجَدَتْ أُسْطُوَانَةً قَدِيمَةً كُنْتُ قَدْ سَأَلْتُهَا عنْهَا مُنْذُ عَامٍ...

آه، وَلِأُخْبِرَكِ... صَدِيقَتِي ذَاتُ الشَّعْرِ الأَحْمَرِ بِالْعَمَلِ أَصَرَّتْ أَنْ تَنْقُلَ مَكْتَبَهَا إِلَى جَانِبِ مَكْتَبِي...

مَا هَذَا الصَّمْتُ؟!

وَرْدُ؟!

قُولِي "يَحْيَى" مُحَذِّرَةً بِإِصْبَعِكِ،

لِأُخْبِرَكِ أَنَّ النِّسَاءَ جَمِيلَاتٌ يَا وَرْدُ، وَلَكِنْ لَا يَحْمِلْنَ عِطْرَ احْتِوَاءِ حَيْرَتِي، وَمَلْءَ خَوَاءِ رُوحِي مِثْلَكِ أَبَدًا، يَا وَرْدُ...

وَرْدُ، أَحِبِّينِي بِطَرِيقَتِكِ الْهَادِئَةِ، وَلَكِنْ لَا تَصْمُتِي!

إِنْ لَمْ تَغَارِي وَتَضَعِي مَزِيدًا مِنَ المِلْحِ بِالكُفْتَةِ تَغَيُّظًا... سَأَجُنُّ...

لَا تَصْمُتِي، فَقَلِيلُ حَدِيثِكِ، وَوَقَارُ غِيرَتِكِ، مَدَدٌ لِيَحْيَى كَيْ يَحْيَا مَلِكًا عَلَى الأَرْضِ...