حينما أستعد لرحلة لأترك بيتي، لا أدُور بنظري دفعة واحدة علي كل زواياه، إنما أنتقل من غرفة إلى أخرى، ومن طرف لآخر، وما أنتهي من تفقده بهدوء، أُغلقه خلفي، ولا أعود له، ولكثرة سفري تعلمت هذه الحيلة، أن لا أُجبر نفسي على الرحيل المتسرع، فأظل مشغولة بما تركت خلفي، قلقة، أتمنى لو عُدت، لا أريد أن يناديني شعور تركته خلفي ناقصًا، أنا أتقن الهرب، لكن الهرب الحقيقي الذي لا أترك بعده فرصة للعودة، كل ما تركناه بشكل مفاجيء عدنا إليه بالحجج الكاذبة، تعلمت أن أُغلق الأبواب بهدوء دون ضجيج وباقتناع أنه ...
تم الأمر دون التفات ...