تكتبُ نفسَكَ بكلِّ السطور فكأني أراك تتجسد بحروف، تضعُ الفواصلَ وفقًا لكل زفير، مُثقَلٌ من كلِّ شيءٍ، وحزينٌ حدَّ امتلائِكَ بالسُّخرية.
وقعتَ بكفِّي، فمددتَ روحَكَ وبدأتَ السَّرد، الحكايا ترقصُ على شفتيكَ، وأفكارُكَ تتمطَّى كقِطٍّ كسول، تحكي لي وكأنَّ الحديثَ عاديٌّ، وأستمعُ إليكَ وكأنَّكَ معجزةٌ نبتَتْ في روحي، اقتلَعَتْ سأمًا عميقًا، و ضربت برتابةَ حدودي الآمنة عرض الحياة.
أعطيتني ثمارَ ضجيجٍ مُحبَّبٍ على شرفاتِ أيامي، وقطعتَ عنادي بأن لا أكون، فكنتَ.
أعدت لي الدهشة وكيف كان الانبهار وشعُور المَرح ولطافة بعض الجنون.
وفقتُ أتأمَّلكَ...
وابتسمتُ، أسألُ نفسي:
يا رجل، كيف رَسَتْ سفينتي عندَ صندوقِ حديثِكَ؟
تمسكُ بي عند كلِّ هَمْسٍ يمرُّ بعقلي عنكَ، فتسألُ بثقة:
"أتحبِّينني؟"
أنا لا أحبُّكَ كما وصفوا الحبَّ، أنا أحبُّكَ وكأنَّني وادٍ جافٌّ، قديمٌ قِدَمَ خَلْقِ الأرض، كنتَ له مَطَرًا، فازدهرتُ، وامتدَّتْ جدائلي على كتفيكَ، تستمعُ مثل كُلِي إليكَ...