ذَنبٌ أَرْخَيْتُهُ على صَلاحي،
نالَ مِن قلبٍ كان أَبِيًّا قَبْلَهُ، ولم يُبالِ....
حُبُّك دَنَّسَ بياضي، رأيتك جنّةً، وأنتَ ناري...
الوَحلُ كُلُّه أنا صَنَعْتُهُ بخُطواتي المُتَهَوِّرَةِ إليك...
رأيتك عمرًا جديدًا من أماني معلقة منذ ألف عام على ناصيتي تعطر في الحلم أنحائي ..
أعطيتك قلبي الصَبي مثلما أعطى يعقوب يوسفه والعهد منك ظننته صك الفوارس فأعماني ...
لا تَحْمِلْ وِزرَ عقلي المُشَوَّش، أو غَيبوبةً رأيتُك فيها مِن خِلالِ ضَبابي،
فكَأنّكَ ملاكٌ، أو جيشًا من أتقى الرجال، جئت توقِظُ أميرتَك البَلْهاء بحديث اعتدته أنت فلم تُعاني ...
ما بَخِلْتَ علَيَّ بالكَذِباتِ، أَغْرَقْتَني فيها حتى صارَ شُعوري كَذِبَةً ضِمنَ آلافِ الكَذِبات الملونة التي نامت بكف حناني ...
الشِّعرُ غَوايةُ كبْرى، صَنَعَتْ مِن قَيْس مجنونًا،
ومِن عنترةَ عبدًا لنوقٍ حُمرٍ وعمٍّ مجنون وقبيلة محمومة بالشعر، ترمي السهام بصدر القوافي...
أمّا شِعركَ، فكانَ رَصْدًا على قلبي، لَعْنَةً حَوَّلَتْ كُنوزَهُ لجاثوم كل ليلة لا يترك طمأنينة على جداري ...
حاوَلْتُ أن أَتَفَهَّمَ مُعْضِلَةَ الرِّجال،
كَيْفَ يُحِبُّ الرَّجُلُ؟ وكيفَ في ذاتِ اللحظةِ يَخُون؟
ثمّ ضَحِكْتُ مَرارةً...
لا أحدَ يَخُون،
لأنّ الحُبَّ
أسطورةٌ على جَناحِ عَنْقاء...
لا الأساطيرُ حقيقة،
ولا العَنْقاءُ عادَتْ مِن تَرَمُّدٍ تَضُمُّ آلامَ العاشقين،
ولا حُبٌّ أكيد...
وكلُّ مَن أَجْزَلَ الحُبَّ سَهْلًا، فَرَّطَ بقلبِهِ في سوقِ الرخيص،
لذا... لا أَحَدَ يَخُون قلوب الآخرين،
من خَان هو من استسلم لشعور الخديعة، فأصاب قلبه بالموتِ قبل الأخير ..
أعطاه طواعية ليأكله الذئب، الدم فيه صدقًا لا كذب ...
والقميص قُدَّ لا يرد بصر ...
لا أحد...