رسائل غريبة
الرسالة الثالثة
إلى بعضي: أفيندار
جمعنا في الصدق عهداً ..تنحني له الورود..
صدفة عُزف لحنينا دون قصد يوماً ... ذهبت القيثارة وتعانقت ألحاننا وانسابت دونها بلا حدود...
عام وبضعة أشهر ليس بالوقت الطويل ...بنينا لنا وطنًا ولنا شهود..
حين صرخت باسمك بين الجموع عمدًا.. كان مقصدي اطمئني فالتعب حصاده مردود.....
ومعك سأضرب بمقولة ليوناردو دافنشي "تظهر التجربه أن الشخص الذي لا يثق فى أحد ابدًا .. لن يخيب أمله ابدًا .. " عرض الحائط ليزدهر أملك بكف صداقتي ولا يخيب لكِ ظنًا .
صديقتى..أعلم أن السؤال كان صعبًا، وكيف لنا أن نجيب، ونحن نلعب أدوارًا ليست لنا، والأنا بداخلنا أظنها تحت ركام الزمن تاهت ولن تعود.
لا أخفيكِ سرًا تجاهلت تحذير نفسي بالرد على الغرباء ورددت على الضوء قلت له بأن لساني بالرد لا يجود ..و روحي المرتبكة لم تكسر بعد القيود ..لن أجيب اليوم يمكن غدًا أرسم لسؤالك بعض التفاصيل والحدود...
سأخبركِ أمرًا عن الضوء بآخر الرسالة .
سأجيب عن سؤالك غاليتي، القلوب المحبة حرة، طليقة الأجنحة، القلوب المحبة لا تعترف بالمنطق، وتلك القيود المفروضة على خطواتنا، لا تقتنع أبدًا بالحظر ولا تخشى الوباء، حتى إذا حزنت تغرد لحنًا حزينًا لكن بحب ينبض حياة وصمود.
والحب يبدأ من عشق الإله، والمناجاة، والعلو إلى أعتاب ملك السماوات، ثم تأخذ قبسًا منه لتحب به الأشياء، والناس والأرض، حينها تكون بين يديك مشكاة نور، تذهبي، ويبقى أثرك منثور، اعتدت الحب يا صديقتي، واعتدت افتراض الخير ويقيني بالله أنه لن يؤذيني هذا الحب بقلبي، بل يأخذني دومًا من يدي وينير دربي، كل الأشياء وكل الأحزان ضيئلة تمامًا أمام قوة الحب وعنفوانه، القلوب التي يصدق حبها لا مسافات، ولا زمن يحسب بينها، تتحول الكلمة في البعد، يدًا تربت برفق، تمرر الكلمة عناقًا يرمي على الروح عباءة دفء، الكلمة كوردة ندف نداها يحنو ويزهر أخضرًا بوقت الجدب، فنعم ..نعم ....نعم لا مسافات بين قلوب تحب...
نعود ل الضوء
أرسل لي برسالة أخرى وكتب سؤال أكثر تعقيدًا وحيرة، لا أعلم لم يرمى، وما أمره، لكن سؤاله كان رائعًا ومحيرًا أكثر
-كيف هو العالم من حولك؟؟
أي عالم يقصد؟؟بيتي، عملي، أم البلدة التي أقطن بها، أو عالمي الخاص جدًا وخبيئة روحي و محراب توحدي القصي وسط قيودي الحريرية الحبيبة ؟؟
تحيرت من جديد حتى نمت، وأنا على حالي من الحيرة، وحلمت وكأنني بتلك الأرض الخضراء، أستند لساقية قديمة، تقف بكبرياء عجوز، أهملها الجميع لكن أصرت أن تقف شامخة، رغم انتهاء مهامها، لازال الضوء ينعكس على ملامحها المنهكة، وكنت أكتب رسالة،
إلى ...الضوء لا تتوقف عن سؤالي ...
عجبًا لهذا الحلم أنام في حيرة وضيق من أسئلته، ثم أحلم بحلم كهذا، مربك هذا الأمر حقًا.
أطلت عليكِ، لكن يا ترى كيف العالم من حولك يا أفيندار؟؟
صديقتك
غريبة