إلى الغالية / أفيندار
أما قبل،،
كنت أعد العدة لهروب اللاعودة، لا أجد متسعًا لقلبي، حزمت جعبة مشاعري وقررت دخول غار لا باب له للخروج أبدًا، لكن أعادتني معجزة أو ربما نهاية عصماء للساحرة الطيبة لكن لا يهم الآن ..
أعتذر عن الغياب
وما الغياب منا صديقتي إلا تيه اعترض مشاعرنا، عدت اليوم بتلك الأيام ولن أصفها بثقال فالأيام هي الأيام شمسها تسطع وليلها هاديء لكنه المخلوق الطيني أغلق على أشعة الشمس الوصول تحت الركام، وجعل الصريخ المؤلم طقس ذَبَح هدأة الليل، أم يوسف تبحث عن صغيرها بجوف الأمل " يوسف حلو وشعره كيرلي"، فسلام على قلبها، و أخرى بكت موت صغارها جوعي، أبو حمزة فقد الزوجة والأولاد ووقف بكل كبرياء صامد سامق فالهم نصرًا، والصبية فستان زفافها المعلق يحدثنا عن فقدنا لزوجة كان يمكن أن يغير صغارها الخيبات لكنها الشهادة تنتقي حوريات، وقلبي بعيون شام تبحث عن الأمان بوجه الحرب المخضب بالدماء وآه يا شام...
أحدثك افيندار لأنني أريد بشدة حزم قلقي وترددي والموت على أعتاب القدس أريد أن أعد لهم قدور اللحم والدجاج والأرز، أضم كل الصغار داخل أجنحة قلبي أطمئن روعهم وعيونهم الحائرة، أتعطر بنزف الدماء المِسكية.
مللت آفيني.. لساني المقطوع، ويدي القصيرة ودمعي المتحجر، مللت أن لا حيلة ..
تركنا الصغار هناك أفيني يرثون بؤس اليتم وموت الغدر والجوع لطعام وماء وسقف و وطن، كيف نعلم صغارنا الحق والعدل والخير والجمال ؟ كيف والظلم والسوء والقبح جعلوا أمرنا محال ! كيف؟
أخيرًا آفيني
لا تدعي الرسائل تتوقف بيننا فكل جار يدر خيرًا وكل راكد يصبه العفن ..
اكتبي ..فقد قتل الشغف فينا معظم الأشياء فلنستميت لبقاء السطر ...
أحبك
غريبة ..