أكتبُ من سماءِ المدينةِ،
متحرِّرٌ من أصفادِ الحياة،
نزعتُ عنِّي حقاراتٍ قديمة،
أرى من فوقِ ثُللٍ من البشر، يسحقون بأقدامِ المكيدةَ....
ثُلَّةٌ تصرخ، وثُلَّةٌ تبيعُ الصرخات، وثُلَّةٌ عفنةٌ تلبسُ من جلودنا ملابسَ جديدة...
يا حُبِّي الأوحدَ والأخير، يا مهرتي الكحيلة،
طيَّبَ اللهُ ثراكِ،
وقفوا بمئذنتِكِ يُكبِّرون،
الأذانُ هو الأذانُ، لكن لا بلالَ فينا.
يكتبون ويُنكرون،
وحين تطلبين الطحين،
يُخبِرونكِ أن نوحًا كانت سفينتُه الأخيرة!
أنتِ وحدكِ، ربما،
والسماءُ مُزدحمةٌ بالصغارِ، والشبابِ، والشيوخِ، والعَرائس.
هنا وطنٌ، وهنا القوّةُ والحَول العظيم،
فالأرضُ مَرْتعٌ للمُفسدين، المُصعِّرين وُجوههم، و الخائبين...
لا تحزني،
نحنُ طيورُ الأقصى،
نحنُ من شُبِّهَ لهم صَلبُنا،
وقد رُفِعْنا لِعِلِّيِّين ركضًا بعزة من كل دنس طاهرين ....