يا ورد
اشتقت ..
أما بعد ....
بالأمس رأيت صورة لهاتف أسود له سلك وسماعة وقرص يدور حول الأرقام، فأخذني طريق الذكرى إليك،
ذات مساء والحزن ينام على أهدابك، تُخفين رأسك تحت غطائك الأزرق، خيمة حزنك التي تحتويك، تشاهدين أكثر الأفلام كآبة، والبكاء مازال بعيدًا، لكأن لفرط الحزن جف مطرك،
أذكر اقتحامي خيمتك، وتوددي الذي لا معنى له، سألتكِ حينها ممازحًا أفلام الثمانينات الغابرة كيف تحبينها؟
لم تنظري لي بقيت عيناك مطوقة لشاشة هاتفك، وقلتِ دون اكتراث ، كل ما ينتمي للثمانينات يطمئنني..
أذكر دهشتك وأنا أحمل الصندوق الخشبي الكبير، ترفعين جفنك المرهق، تقولين ببطء
'أقت*لت أحدهم وجئت لي لأكون شريكتك كعادتك بكل جرائمك؟"
وضعت الصندوق أمامك؛ ولما بدأ يتكشف داخله، تساقطت النجوم من وجنتيك، ورسمت شفاهك ألف وجه سعيد ..
تُخرجين كل ما ينتمي لحقبة الثمانينات، ترشين الماء حولي من خاتم الماء بإصبعك، تضعين "شريط كاسيت" "بكاسيت" قديم له باب صغير مضحك، ترقصين على أنغام أغنية "ميال" ، تحركين أصابعك على أول لعبة إلكترونية تتحكمين بثعبانها اللطيف، محدثة الصوت المحبب لطفولتنا،
تمسكين بمجلة حواء وتضحكين، تضحكين، تضحكين، تمتليء عيناك بدموع الفرح، تُدللين يحيي قائلة بحنانك الدافيء
"يحيى القلب"
ويحيي يحلق يا ورد ..
يا ورد
أنا والصندوق وضحكاتك هنا ..
وأنتِ بدفتر الغياب، علامة كئيبة أمام اسمك بالقلم الحبر ...غياب ..
ويحيي يلملم أذيال الشوق، يضع رأسه على صندوق الثمانينات، ويصرخ ..
مسار إجباري لممارسة الوحدة يا ورد ..
اشتقت يا ورد ...اشتقت ..
يحيي