ترتعش عظامي، ويجول النمل في جلدي، ويصبح الصداع كقبضة تشد جديلة شعري بقوة، كلما رأيتهم محملين بالحزن والفقد، يجرون ما بقي من رث الملابس، يحتضنون الهررة المستكينة بين أذرعتهم، بانتظار أرض أو نزوح جديد، لا أعرف ما الفائدة من الكتابة، وطرح الحزن هنا، ولا احد هنا، ولا صوت له صدى، يمشون على الأرض هونًا لكن بكرياء وإيمان وعزم لم يكسره فقد ولا مزقه ظلم ..
لا يهم حزننا وكتابتنا او مشاركة في الأمر مهما كانت ...
فمهما فعلنا وصلنا لتلك النقطة ولا رجوع منها ..دائما سنكون كمن لم يفعل شيء ..
لا شيء سيعوض الآن ما فُقد أو يمحي كل هذا المر ..
والحقيقة لا نفعل شيء.. محمود زعيتر كان نجمة الأمل دائما، حيوي كالأطفال، يضخ طاقة من السعادة بأي فرصة، يحارب بطاقته وكلماته وطبطبة حديثه وضحكاته، آلمني قلبي بشدة أن أجده على هذا التيه ..انتهت الطاقة والقدرة على تحمل كل هذا ..لله الأمر يا محمود لله الأمر ..يا غزة ...