ماذا بعد البوح؟
أركض إليك، غاضبةً غضبَ الاحتياج، وأَنْهالُ عليك عتابًا كفقيرة تطلب كِسَراتِ خبزٍ وتُضَنّ عليها!!
أُخبرك عن غيرتي البلهاء، ولساني الذي أَخرَسَتْهُ دهشتي مرات، وأنا أُراني بِضآلةِ حبّةِ خردل بكفك؟
أَسْكُب دمعًا على حوائط قلبك الجليدية...
ثم ماذا؟
لا شيء....
هل يُعاتَب طير أَنهَكَهُ الظّمأُ بُحيرته التي جفّت؟
كل الحديث يا سيدي هُراء ، ثقيل، لا معنى له...
في غمرة كلماتي المرتعشة، ستُوقِفُني لتردّ على رسالةٍ هامة لصديقك الأقرب،
وتعودُ ناسيًا ما قلت، متسائلًا: أين توقفنا؟
وكأنني أُلقي عليك محاضرةً مملّةً عنوانها: كيف تُحبّني؟
مُحق في هذا لن أكذب ..
فالحب يا ساكن المُقل إن لم ينزل سهلًا، في عتمة لا نجم لها يغرب ...
يمكن أن أتحامل على بؤسي وأُكمِل،
فتعتذر لموعد لا يُؤجَّل، وتتركني على مهب موعدي المُؤود دومًا، حائرة مع كلماتي وظني...
أفكر كيف أهرب؟!
أنا ملفّ مؤجَّل، قضيّةٌ لم تُنظر، محكومٌ بها سلفًا...
أنا صندوقٌ لطيف، وضعتَهُ في درجٍ صغيرٍ مُهمل، طوّقته بشريطٍ أحمر يَختلط بنزفه، لا يرفّ له جفنُك...
أشح بكلك عن حناني، يا روحَ روحي،
حياتُك على اتّساعِها لا تتّسع لوجودي...
أنت بهذا العشق مثقل...
أنا...
أنا رَحبةٌ في حبّك، أُفُقي مُمتدّ..
وأنت
لا تملكُ لهذا الحبّ مُتَّسَعًا..
كُن بعيدًا، كي تظلّ مَلِكًا على قلبٍ يكفيه أن ينبضَ بك، لا ينبضَ لك،
ولا ينتظرك...
كن طيفًا حنونًا في الخيال لا واقعًا يؤلم ...