ما كنتُ أعلَمُ حينها بأنَّ أشيائيَ الثقيلةَ على كتفِ أبي مُعلَّقةٌ،
وبأنَّ جفونَ أمانِي تحتَ ظلِّه مُسبَلَةٌ.
طويتُ الأرضَ ركضًا نَحوَه، أَثِقُ بأنَّ الطريقَ إلى أبي
لا يَعرفُ عَرقَلَةً....
ثلاثينيَّةٌ صغيرةٌ روحها، هرِمَتْ حينها،
سنواتٌ كثيرةٌ مرت قوافل أحداثها دون أن تُنسينا
عزيزَنا...
توقَّفتُ عن عدِّها،
فلا يُعنيني أبدًا كم مرَّ من وقتٍ منذُ
بدأ حزنُها...
أخطو إلى الخمسين عمرًا وأكاد أجزم منذ رحيل أبي قد مر مئة ..
بكل الأحوال محاولات الاستناد بظهري مُتعبةً،
تعيد ذاتُ اللحظةِ المشؤومةُ نفسَها.. وكأنها البارحة ...
حياةٌ كنتُ فيها الأثيرةَ المُدلَّلة،
أُتابعُ الكرةَ معه، ويتابعُ برامجي المُفضَّلة...
لم يَعِشْ أحدٌ ما عِشتُهُ أنا مع أبي،
كان يُخفي طفلًا بصدرِه، وأنا...
أنا وحدي صغيرتُه، رأيتُه...
ولعبت معه ..أنا... صغيرته ....
ذكرى وفاة والدي
رحمة الله على والدي وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته كما سعى من أجلنا يا الله ...