رُوح الروحِ يحْيى، ،
سَيِّدي الإِمَامُ وَالزِّنْدِيقُ بِقَافِلَةِ حَيَاتِي، يَا دَرْوِيشًا أُصَلِّي خَلْفَهُ، يَشُدُّ الثَّوْبَ إِنْ ظَهَرَ كَعْبِي، وَذَنْبًا لَا أَغْفِرُهُ أَبَدًا فِي صَفْحَةِ العُمْرِ.
لَا أَشْكُو غِيَابَكَ، وَلَا أُعَاتِبُكَ، وَلَا أَنْتَظِرُكَ...
وأُزيدك من الدهشةِ فَصلًا
تَجمدت الغِيرة بمواسمِ كَذِبك....
حُبِّي مُتَبَادَلٌ مِنِّي لِقَلْبِي...
لَكِنَّ أَسْئِلَةً تَقْسِمُ رَأْسِي وَتُجْهِدُ رُوحِي:
لِمَ لَا تَنْطَوِي الحِكَايَةُ؟
وَيَكْتُبُ لِي القَدَرُ فِرَارًا رَحِيمًا؟!
لَا أَفْهَمُ هَذَا القَدَرَ...
أَهْرُبُ مِنْ مِلَفِّ صُوَرِكَ المَخْفِي بِهَاتِفِي، فَتَتْرُكُ مَظْرُوفًا يَحْتَضِنُ صُورَةً لَكَ دُونَ قَصْدِ،
أَوْ بِقَصْدِ؟!
فَتَقِرُّ بِحَافِظَتِي، فَلَا تَتْرُكُنِي...
تُرَى، لِمَ أَصْبَحْتُ أُضْحُوكَةَ القَدَرِ مُنْذُ أَحْبَبْتُ؟
هَلْ لِأَنَّنِي أَقْسَمْتُ أَنَّ الحُبَّ لَا يُنَاسِبُنِي؟
أم لأنني سَخرتُ من سَذاجةِ المُحبِين قبلي
فعشقت، و تَجَرَّعْتُ كُلَّ آلَامِ الحُبِّ الَّتِي سَمِعْتُ عَنْهَا دَفْعَةً وَاحِدَةً؟
هَلْ هَكَذَا عُوقِبْتُ؟
تُرَى، مَتَى يَنْتَهِي العِقَابُ؟ بِالمَوْتِ أَمْ بِالخَرَفِ؟
أَسْخَرُ مِنْ نَفْسِي وأعض على شفاه الحنين،
و أنا أَصْرُخُ: "اتْرُكْنِي"، وَأَفْتَعِلُ طُرُقَ الفِرَارِ...
فأَفِرُّ أَنَا وَقَدَرِي طَوْعًا إِلَيْكَ...