يحيى،
عِمتَ عظيمًا بقلبِ وردٍ،
عِمتَ نعيمًا بأحلامي...
عرفتُ اليومَ أنك ظلُّ روحي،
نعم، تمشي جانبي، فتؤنس روحي،
لا تتركها وحيدة، ولا تُربكها،
أدركتُ حقًّا أنني كنتُ أبحثُ عنك،
لتحمي خُطوتي، وتنظّم أنفاسي،
وتُخرج من جيبك ضوءَ يقيني
عثراتِ الطريق...
ناهيكَ عن كلِّ خرائطِ الحياةِ التي تسردها أمامي،
فلا أضلُّ وأنا أبحث خلفَ كلِّ طريق...
ضحكتُ اليوم كثيرًا عندما قلتَ:
"احذري ورد، أنا لستُ ما أبدو عليه!"
تساءلتُ بنجواي:
ماذا يقصد؟
كونه مجنونًا؟
غائمًا؟
محبطًا؟
سَئِمَ كلَّ المشاعرِ وتكرارَها؟
الضحكة لا تخرج منه إلا سخرية؟
متناقضًا؟
مشاعره على أرجوحةٍ، صعودًا وهبوطًا،
أو كونه لا يهتم بمن حَضر ويضربه الحنين للغائب الذي أتلف جزءًا من روحِه؟
أم يقصد الخصومة،
والعراك الضاري بينه وبين هؤلاء الأربعين داخله؟
تُرى، هل يُحذِّرني كي لا أكون معتوهةً تتبعُ مجذوبًا؟
يحيى...
لن آخذ حذري منك،
فكلُّ الأطفالِ على شاكلتك...
وأنا أعشقُ الأطفال.
ترى، هل فهمت؟
لا يهمّ...
دعنا نشرب الشايَ معًا،
نهرمُ معًا على الصفحات،
وبين أكوامِ الرسائل،
فأنا في الحقيقةِ امرأةٌ من سراب...
لا تُفكِّر كثيرًا.
ودعني أحبُّك بطريقتي الغريبة،
وكُنْ ظلِّي كما أنت،
كن رفيقي،
طالما تستطيع... فقط...