أما قبل....
بجانب المدفأة المتأججة، أنت تراها الدفء، وأنا أراها نار غاضبة، ربما اختلافنا طوال الوقت هو ما أَلان جانبك لي، ربما امتلكت حينها فيك الفضول لاكتشاف غرابتي، إجمالًا أنت لم تحب أنثى، لكن شغفك كائن كلما فهمت هرم تدرجه وجدته مقلوب من جديد، لا بأس فى تلك الليالي الباردة لديك والدافئة جدًا داخلي أخبرتك عن مولانا جلال الرومي حين قال:
"أمسيت ميتًا، فأصبحت حيًا
كنت باكيًا، فأصبحت ضاحكًا
جاءت دولة العشق، فصرت دولة خالدة.."
سألتني حينها "هذه قناعتك؟؟"
فأجبتك: "أنا هي
لا أطيل النوم متمسكة بأمل ليوم صبوح،
ولا أسكن مدائن الحزن فلي نوافذ من الفرح مُعدة للهرب، لكنني ثمة مجذوبة عاشقة لا تتوب أبدًا عن عشقها....ولا تتغير."
فأَطلتَ الحديث لتصل بسؤالك إلى ما تبغضه
"عشق الإله أغناكِ عن التعلق بالبشر أتفهم ذلك لكن لا شئ قليل لبعض البشر؟
ألا ينبض قلبك لعباد من خلق؟؟ "
أَتذكر ابتسامتك حينما نعتك بالأحمق، لم تغضب يومًا من عبثي بغرورك لكنك فعلًا أحمق وأكدت ذلك بإجابتي:
"من أحب الإله أمطر الخلق حبًا"
هنا المكر مال بنظرك متفحصًا شعوري متسائلًا تود لو أُخبرك بعكس ما سوف تسمع
"وله القسم الأكبر؟"
وأقسمت أن أُرهقك بجنوني ولا أُخيب ظن غيرتك وطيشك
فأجبت :
"أما (شمس) فهَمسْ العشق من أجله، والركض بالطرقات للحاق بظله، المغول لم يوقفوا حماس نبضه، ولا توهج مواقد روحه، (التبريزي) أحلامي على قيده .."
أما بعد ...
ندت جبهتك رغم برودة الطقس، وتحولت وجنتيك للقرمزي وكاد عنقي على الرحب ينكسر بقبضتك صارخًا تحرق أنفاسك جلدي
"تبًا لك"
ذَكرني لِمَ ارتخت فجأة أصابعك، ولانت نظرتك وهدهدت رأسي على ساعدك ...
دعني أُخبرك
لأنني قبلت يدك التي وضعتها على فمي، واستنشقت منها الهواء رغم اختناقي، وبحروف ضائعة قلت:
"وعشقت (شمس) قراءةً وحلمًا فأهدتني الحياة حقيقة بألف شمس، ويا مرحبًا أنا قد عشقت قاتلي، يغار من أفكاري ويَحار لتكبري، اقتلني ولا تكترث طالما آخر أنفاسي بكفك وآخر القبلات على يديك ....
يكفي أنك تحبني بقدر درويش من رفقتي لا يكتفي...