أما قبل
أمليتَ على شعوري الدافق ذات حديث بيننا كم تعاني التيه، و تمسك بطرف ثوبي كصبي ضل الطريق، أردتني كدليلٍ يرتب عبث أفكارك، أردت أن أكون حنانًا يمشي على قدمين، أقبضُ على يدك.
نهرٌ عذب يُحيل المالح فيك فرات، ويدبر أمرك، يّوجهك، و يواجهك، تستند إليه بكل ضعفك، عقدنا تلك المعاهدة التي بالصدفة تشبهني تمامًا ..
أما بعد ..
رأيتك ..
عرفتك جيدًا، لا تشتهي ما سبق، طفل عابث ربما لن يكف عن أفعاله الغرة حتى يشيب رأسه، يكسر ألعابه فضولًا، وجد لعبة جديدة وعرف كل أسرارها،كانت واضحة أمام ذكائه، وَجدتَ كل المبررات لتلعب لعبة الاختفاء، لتفعل كل الجنون وتخرج مطأطيء ببراءة كأن لم تفعل شيئًا...
تأتي إلى أعتابي مشعث الرأس، جريح الركبة، ممزقةً، ملطخة ملابسك، رث الحال، تخبرني قبل العتاب كونك لا تعرف كيف تبعثرت، والأدهى أحيانًا تخبرني أنك على هذا دائمًا، وأنا العمياء، و تبًا قد أكون الفاعلة أنا من تركت يدك.. وهل كنت معك حقًا؟!!
سأكون دومًا بلا حول ولا قوة لديك
أعرف كذباتك اللطيفة جيدًا وأخشى مواجهتك أو رؤية عينيك هاربة، أغضب كوني خالفت عهد ما كان قبل ..
لكن كيف يتجذر عهدنا فينا و أنت لا تريد وأنا لا أستطيع؟!
وكلانا كذب...
انت تحتاج لامرأة أكثر كمالًا لا تحبك حد الهلع ..
وليست معقدة من الكذب وتحمل لك جعبة صبر لا تنفذ ..
تحتاج امرأة عاقلة وأنا بي مس من الجنون منذ قرون يرتشف الخمر على مهمل فلا أصحو من جنوني أبدًا...
لا تحتاج امرأة تحبك ..أنت كلك يحتاج لامرأة تحبها
تعيش على قيدها لا تبرح أعتابها ..
تتوب على أرضها ..وتغطي كل سوءاتك لأجلها ..
ولا أظن أن السحر القليل الذي أملكه يكفيك ..تحتاج امرأة لا تشبه أحد تتوه بها فلا تعود للعبة الاختباء إلا لتختبيء داخل ضلعها ..
امرأة تجعلك تفهم قصيدة نِزار
"الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال"
الحب لديك أنثى تجيد نزع كل النساء عنك تجعلك قيسها حد البلاهة، لا تتقبل إلا جنونك بها أو موتك من أجلها .. وأنت لم تحب قط أزمتك أن كل من أغرمن بك سقطن من جيب الاعتياد فالاعتياد ينحر كل المشاعر التي نظنها حب يجعلها عارية فنراها عادية بتوقيت انتهاء الفضول ...
أما أنا كنت الأكثر غباءً بينهن
أحببتك ك "ميلينا" وهي تخبر "كافكا"
"إن كنت مجرد جثة في العالم ..فأنا أحبك"
انا لست درويشة فأصلحك أو أنثى مدللة فأدهشك ..
أنا الحب الخالص دون معاهدة إن لم ينساب بيننا سهلًا فلا أهلًا ولا مرحبًا ..