يا ورد...
تعرفين يحيي لا يحتمل البقاء على طقوس روتينية، يقتلني الملل وانتظام المواعيد، وبصمة الحضور، كل الأمور الآلية، أعرف كيف نظرتك إلى الحروف الآن، نظرة عتاب مشاغبة، تحملتني يا ورد حد الابتسام عند كل درجة جنون صعدتها.
اليوم تركتها تستمتع كمدللة بمرآب سيارات كبار موظفي الشركة، تقف بغرور السيارة الوحيدة القادمة من الخارج، وقررت أن أستقل الحافلة ..
نعم الحافلة بشوارع القاهرة يا ورد، قررت الانخراط بالعالم والتسلل إلى الروائح المختلطة وعبثية التصرفات، والأسباب المختلفة فى الطريق التى تؤخذ كزريعه للتأخر عن المواعيد .
الذعر هو كل شعوري بالحافلة يا ورد يبدو وكأننى بمسلسل رعب، الجميع وقوفا أو جلوس مطأطئ الرأس، هذه الضوضاء هي فقط عبث الهواء مع انفاسهم، وهو الدليل الوحيد على أنهم أحياء، كل الرؤوس تدلت على الهواتف..
أتساءل يا ورد لما هذان الصديقان لا يتجاذبا اطراف الحديث لقتل الطريق، والأم كيف لا تسترق أطراف القرب مع ابنتها المراهقة بهذا الوقت كفسحة من سرعة الحياة التى تبعدها عن عالمها، وكيف لهذا الطفل الذى يمسك بلوحه الالكتروني أن يستغنى عن دلال طفولته بجذب طرف عباءة والدته مكررا أريد الحلوى، فى خضم ظن الجميع أن التواصل أسهل يا ورد انتهى التواصل وتقطعت أواصرنا ..
أين أنتِ يا حديث لا ينقطع ونظرات تحتضن، ووصال لا يمل ..
يا ورد اشتاقك بكل شعور مغترب يا وطن ..
غريب