العزيز رفعت اسماعيل،،
أعرف أنت لا تُحب المقدمات، والثرثرة لذا أكتب لك رسالة، و أرمي بها على مكتبك المبعثر علك تجدها أو تجدني يومًا ما...
اليوم فهمت حقيقة أن نُحب حتى تحترق النجوم وتفنى العوالم، الحب يُسقط في العيون آلاف النجمات، و يخلق بالعقل ملايين العوالم، وحينما ينتهي الحب وهو ينتهي في هذا العالم يا رفعت أرجو ألا تندهش، المهم حينما يكف القلب عن الخفقان المربك، تنطفيء النجوم وتنهار عوالم المحب المنفوشة كالعهن، أما العالم يستمر، ونجوم سمائه لن تهتز لأن رفعت اسماعيل يشتاق لماجي، أو كافكا لم يعد كافيًا لميلينا، عالم المحب وحده ينتهي، يُدفن بأقصي يساره، لكنه يُكمل مع الآخرين أزمنة أخرى لها شموس وأقمار ونجوم مغايرة تمامًا لتلك المحفوظة بصك خاص ..
لكن يستمر
الساخر رفعت اسماعيل يُرمق العالم كأنه غير مكترث، أنا مثلك، لا تتعجب، نعم.. أنا امرأة لها أحاديث لا تنتهي بينما شفتيها لا تتحرك، لا أترك شاردة أو واردة إلا وأتحدث عنها دون صوت، لا يخرج الكلام عن حلقي، وأبدو كمن لا يهتم، لا أُدخن السجائر مثلك كي أنفخ جنوني فيها، لكن أركض، أركض بقوة وأزفر بأنفاس متلاحقة تُخرج كل ضجيجي دون أن يشعر بي أحد... دون أن أجرح أحد ..
وحيدي رفعت،، أنا لم أحب غيرك، تخيل يا رجل أحببت عجوزًا منذ صغري حتى أصبحت بعمرك، أحب هذا الرجل الغير مهندم، الذي يفكر أكثر من تناوله الطعام، يفكر حتى يسقط منهكًا، يرى ظلم البشر ويمط شفتيه كقط كسول، وهو يجد الجمع يُحاكم بعضه بعضًا، يرى أن الناس لا تتعلم شيئًا من الحرب، سوى الكآبة والحزن، وتحريم الفرح، رغم أن الحرب تعلم أن تكون مؤمنًا تتبسم للقدر وترضى .. وتعرف حجمك جيدًا على الأرض..
عجبًا يا رفعت أحدهم بالأمس قرر أن يفكك الكاتب أنيس منصور، فككه الجمهور وانهالوا عليه بالتعليقات ليقطعوه إربًا، لا أعرف من هو، لم أقرأ له من قبل، لكن لا هو يُنقص من أنيس منصور عند محبيه، ولا أنيس منصور المنزه عن الخطأ، لِمَ يا رفعت أصبحوا البشر فجأة قضاة وجلادين؟!
لا بأس
العالم مغرور، متكبر وقبيح خارج روحي ..
أما روحي فهي مضيئة، لها رائحة زهور ريفية و عبق طحن حبوب القهوة على مهل أمام نافذة صباحية ترقص ستائرها ..
حبيبي رفعت دمت لي ..ولخيالي يا حبي الذي لا أتخلى عنه ...
أحببت أن أُطمئنك أنا لم أحب غيرك، ولم تحترق نجومي بعد رغم أن العالم من حولي أظنه يفنى ..