يا ورد..
أنا هناك خلف "الجميزة" تعانقني رائحة حرق القش، تبدو الأمور كما هي يا ورد ينقصها ورد..
وينقصني "يحيى ورد"..
صغيرك على جانب الطريق المغبر بالذكريات، يترنح بين أوراق التوتة العجوز كمشاعري المترهلة تنحني أغصانها تبحث عنك على ياقتي، منذ تركنا معًا يا ورد وعدت دونك، تتقيأني الأرض، تضيق حولي الطرقات، تنفر مني حَمير الحقل، كأنني طفل انتظره الأهل لأعوام فوُلد ناقص، وُلد نصف، نصف شعور، نصف خطوة، نصف قلب، نصف عقل أو لا عقل ابدًا..
حمزة المجذوب ينظر بوجهي ويبصق بكل قوته، ويصرخ
"أكلتَ ورد يحيى"
ليتها يا حمزة كانت بهذا القرب آكل من يديها وأداعب أصابعها..
لا يشفق علي يِحياكِ أحد يا ورد ..حتى المجاذيب...
صغيرك مُبعثر، لا يجد ملاذه، نحيبٌ مُقام على وسادتي، أَبتلع دمعي مع ألم حلقي وأضلعي..
أَحتاجك ورد ..
أحتاج من تُهذبني، تُعلمني، تُلملمني؛ تمد طرف ثوبها نحوي كي لا أضيع بزحام العمر، امرأة تضحك، تبكي، تصرخ، وتعشق، تغرب، وتشرق بذات اليوم ...
أنا لم أحبك يا ورد
أنا وضعتني على كفك وقلت ضمي بقوة ولا تُفلتي فأنا دونك وهم ..
تماهيت بظلك، وتدللت على كتفك،
كبرنا يا ورد
وعشت رجلًا لا يبكي ..لا يحزن ..لا يصرخ ..لا يشتكي ..
حتى فتحتِ بابك المُشرع على مصرعيه، ووضعتِ أرجوحة على ساعديكِ، وحلوى كثيرة بعينيكِ، وطائرة صغيرة، وسيارة بحديثك الطفولي، وخبز ساخن كمعطف بجوف صغيرك ..
كنتِ عالمًا خاصًا ليحيى يا ورد
رأى الجميع "يحيى ورد" ..
أما بعدك ...
لا أحد يراني
لا رسائل تصل
لا يعيش يحيى ولا أنقاض الذكرى تُطعمه فتات دفء ..
ما الحَال والحَل والحِيلة يا ورد ؟؟