هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • عُشٌّ جَميلٌ..
  • روح وريحان
  • العُزلة المباركة
  • الإعتراف بالأمومة
  • الحب الميت
  • من حب ربه
  • لن يعود !
  •  سأبقى كالسّنا
  • البحار مستودع الأسرار
  • أحبك يا عذابي
  • كل ليلة... أنا و ثباتي العتيد
  • على حافة الحياة
  • علاقاتي ليست للتعاون
  • أيها المسافر
  • ما لا يقال عند أوزو
  • إمراة تعيش على حمل ببالون
  • موسيقى المطر
  • هل تعلمين معنى احتياجي إليك
  • من أنت؟!..
  • أكره الحرب
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حاتم سلامه
  5. يا جوده.. العملاق لا يحسد ولا ينافق

 

سبحان الله وكأنه لا يكفي أن يهرف الحاقدون بالزور ليطمسوا الحقائق والمعارف، حتى يطلع علينا من يلفحنا بعجيب التأويل.

منذ زمن كبير وأنا أقول: من الخطر الكبير أن يتقلد الصحفي عمودا فكريا يكتب فيه، ويُطل منه على الناس، وهو هزيل لا رصيد له من الثقافة والمعرفة والرؤى، فليس معنى أنه صار يمسك قلمًا ويكتب، أن يتيح ذلك له أن يخاطب الناس من عمود صحفي بلا خبرة ولا وعي ولا تجربة، ولا حسن تحليل واستنباط، ولا ثقافة قوية عميقة.

ولعل هذا ما استعدته في خيالي حينما قرأت مقالة الصحفي الشهير سليمان جوده المنشور بالمصري اليوم، منذ ساعات، والذي يدلل على ظلم فادح وغفلة كبيرة عن فهم طبيعة أعظم مفكر عرفته مصر في العصر الحديث، حتى أن هذا الطفح تخطى حدوده وأوغل في مداه، حينما اتهم القامة السامقة بأمور وأشياء وصفات يخجل منها كل مثقف واعي.

الأستاذ سليمان جودة نشر مقاله تحت عنوان (خرزة على باب العميد) متهمًا العملاق العقاد بأنه حسود حقود، لم يسلم طه حسين من عينه وحسده، ولا شك أن هذا هراء رجل لا يعرف شيئا من الحقيقة، أو أنه يعطي انطباعا بسطحية مفرطة في فهم المواقف والأحداث، بل يشير بوضح صاخب، أن الرجل لا يعرف ما يكون عباس العقاد، وما معنى عباس العقاد إذا قورن بمن يتهمه بهم أنه تجنى عليهم بعين الحسد.!

قال جودة داخل المقال مما يستدعي الأسف والأسى:" لا تفسير لما جرى مع طه حسين في مماته وفيما بعد مماته، إلا أن عين العقاد قد أصابته، فلم يهنأ بشيء طوال ٥٠ سنة!.

كان العقاد يرى أن عميد الأدب العربى صاحب حظوة عند الحكومات المتعاقبة، وكان يحسده على ذلك، وكان يقول إن هذه الحكومات نفسها كانت كلما فكرت في محاربة الشيوعية نشرت مؤلفاته هو، فإذا قررت ترشيح أحد لجائزة كبيرة رشحت طه حسين.

ولم يكن هذا صحيحًا على طول الخط، ولكنه كان صحيحًا بنسبة معينة، وربما كان السبب فى صحته أن طه حسين كان أكثر مرونة من العقاد، وكان بالتالي يستطيع أن يستوعب ما حوله مما يجرى، وكان العقاد على العكس.. فلقد جلس يومًا فى بيته ينتظر ناشرًا جاء يوقّع معه عقد نشر كتاب، فلما تأخر الناشر خمس دقائق قام لينام، وأغلق الباب، ورفض الرد على تليفون الناشر.

قد يراه بعضنا على حق فيما فعل لأنه احترم الموعد، ولم يحترمه الناشر، ولأنه يقدر قيمة الوقت، ولا يقدرها الناشر، ولكن الموقف لا يخلو على بعضه من صرامة اشتهر بها، ولا فرق فى ذلك عنده بين ناشر وغير ناشر.. والذين قرأوا للاثنين سوف يجدون الصرامة واضحة فى عبارة العقاد وهو يكتب، وسوف يجدون المرونة ظاهرة في عبارة طه حسين في المقابل وهو يُملى، وهذا ما تجده فى «الأيام» مثلًا، إذا قرأتها، ثم قرأت من بعدها كتاب «سارة» للعقاد.

ولكن لا شك أن عينه أصابت طه حسين من حيث لا يدرى، فمات فى عز حرب أكتوبر، وكانت الدنيا كلها منشغلة بالحرب وبالنصر، ولم يكن الانشغال تقليلًا من شأن عميد الأدب طبعًا، ولكن أنباء النصر الأكبر كانت كفيلة فى حد ذاتها بالتغطية على كل ما عداها، ولم يكن طه حسين الذى عاش يملأ الدنيا ويشغل الناس يتوقع أن يأتي في مماته ما يصرف الاهتمام عنه وعن كل ما عدا الحرب والنصر.

فليرحم الله العميد، الذى لم يتحسب لعين العقاد، ولم يضع خرزة زرقاء على باب فيلا «راماتان»، حيث عاش يسكن فى الهرم!."

وأمام هذا التجني الفاجع، لا أعرف هل أضحك أم أبكي، لكنني أتعجب من رجل لم يقرأ التاريخ جيدا، ولم يعرف حقيقة الرجل الجبار، الذي كان يرى نفسه أكبر من المناصب والكراسي، بل أكبر من الحكومات نفسها، وكيف لا وقد كان ندا لها وجلادا، وفي الوقت الذي كان الجميع فيه يصمتون، كان العقاد يمتطي صهوة قلمه، ليهاجم الوزارة التي لا تحترم إرادة الشعب ومصالحه، حتى يهدمها هدمًا ويحيلها إلى خبر كان، كما فعل مع وزارة توفيق نسيم، بل كان حتى يقف أمام رئيس الوزراء ليجعل منه أضحوكة يستخف بها الناس ويسخرون كما فعل مع الرجل الحديدي محمد محمود باشا الذي هدد الشعب يوما فهابه الجميع إلا العقاد، الذي ألب عليه الدنيا بمقالات من نار، وتعبيرات قلم كأنها الصواعق النازلة، ليجعل من الرجل المخيف الطاغي، هزأة في أعين الجماهير.

ألا يتذكر الأستاذ جودة تلك الأشهر التسعة التي قضاها العقاد في السجن لأنه أهان الذات الملكية تحت قبة البرلمان، وقال قولته الخالدة: "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه".

إن رجلا لا يهاب ملكا ولا وزيرا ولا حكومة، أيمكن له أن يحسد هذا الضعيف العيي على شيء؟ ان مقام العقاد أسمى من ذلك يا رجل.!

عن أي حسد يتكلم الأستاذ جودة، ألا يعلم أن العقاد لو كان من عباد المناصب كما كان طه، لارتقى أرفع المناصب السياسية قبل الثقافية.

ألم يعلم الأستاذ جودة أن الملك بجلاله وعظيم مقامه زاره في بيته وعرض عليه الباشوية ليشتريه ويضمه إلى صفه، فقابله العقاد بالرفض؟

وهنا بيت القصيد.. فليست القضية كما ذهب إليها جوده من الفرق بين الرجل المرن، والرجل الصلب، ولكنه الفرق بين الرجل المنافق المداهن، وبين الرجل صاحب المبادئ الذي لا يمكن أن يبيع قلمه لأحد، وهو البعد الذي عميت عين جوده أن تلمحه في سيرة العقاد، فراح يتهم الرجل بالحقد على غريمه وحسده على مكانته.

ونقول لجوده: من العيب أن نفسر النفاق علي أنه مرونة، ومن الخزي أن يُفسر احترام المبادئ والاعتزاز بالذات، على أنه صلابة وصعوبة في التعامل مع الناس، وكأن صاحبه إنسان متعنت غير مريح.. لكن كان العقاد يعف المناصب ونفاق الكبار، حتى لا يؤثر أي منهم على كلمته ورأيه وحريته التي كانت أعز عليه من الدنيا وما فيها.

والجيل الذي يعرف العقاد، اليوم، يخطئ بقوة حينما يتصور العقاد كاتبًا أو أديبًا وحده، وقد جهل قبل ذلك أن العقاد زعيمًا من زعماء مصر، فقد لعب دورًا كبيرًا ومحوريا في سياستها ومسارات الحكم فيها.. وخيرا فعل الكاتب (راسم الجمال) حينما ألف كتابا تحت عنوان العقاد زعيمًا، ليعبر عن الجانب الفخم الذي غفلناه من حياة الرجل.

وهذا الكاتب وأترابه يعرفون معنى العقاد.. أما أن يأتي رجل ليكتب في صحيفة سيارة.. إن العقاد كان يحسد ويغار، فهذا رجل لا يعرف قدر رجل كان استثنائيًا في حياة مصر.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
3↑2الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
5↓-2الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
6↑3الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓-2الكاتبمدونة آيه الغمري
9↓-2الكاتبمدونة حسن غريب
10↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑59الكاتبمدونة ياره السيد80
2↑46الكاتبمدونة إيناس عراقي147
3↑45الكاتبمدونة عفاف حسين92
4↑31الكاتبمدونة أحمد زيدان57
5↑30الكاتبمدونة آية الدرديري143
6↑29الكاتبمدونة نهلة احمد حسن60
7↑27الكاتبمدونة نسمه تليمة79
8↑26الكاتبمدونة رشا كمال126
9↑24الكاتبمدونة مني العقدة39
10↑24الكاتبمدونة محمد التجاني104
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1057
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب680
4الكاتبمدونة ياسر سلمي644
5الكاتبمدونة مريم توركان569
6الكاتبمدونة اشرف الكرم557
7الكاتبمدونة آيه الغمري486
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني418
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين406
10الكاتبمدونة سمير حماد 398

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب323994
2الكاتبمدونة نهلة حمودة177906
3الكاتبمدونة ياسر سلمي172468
4الكاتبمدونة زينب حمدي166302
5الكاتبمدونة اشرف الكرم124203
6الكاتبمدونة مني امين115189
7الكاتبمدونة سمير حماد 103598
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي94693
9الكاتبمدونة مني العقدة92336
10الكاتبمدونة مها العطار85675

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
2الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09
3الكاتبمدونة طه ابوزيد2025-05-08
4الكاتبمدونة آمال صالح2025-05-08
5الكاتبمدونة غازي جابر2025-05-07
6الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)2025-05-05
7الكاتبمدونة خالد دومه2025-05-03
8الكاتبمدونة أماني بالحاج2025-05-01
9الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود2025-04-10
10الكاتبمدونة خالد منير2025-04-08

المتواجدون حالياً

799 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع