♦️كل المفكرين أو الكتاب الالحاديين لا يقرون بدين، ولا يحترمون عقيدة، او نجد بعضهم حينما يتوسط ويعتدل فإنه يعلن أن التدين في المسجد فقط، ولا شأن له بأمور الدنيا والحياة.
الدين عندهم مسجد ومحراب، فإذا خرجت منه فقد خرجت إلى الدنيا وتركت الدين خلفك في مسجده ومحرابه.
ورغم هذا التصور الأعوج الذي لم يأذن به الله، نراهم أصلا غير متدينين، ولا يحبون حتى المسجد ولا الدين الذي أقروا بوجوده، ولكن في إطار روحي هزيل.
♦️حالات موجودة ونراها ونفهمها، لكن المحير والمثير في فهمه، ما تفعله ام عمر التي تهاجم الإسلام بين الحين في كل مناسبة، فهي الغاضبة أبدا كلما ذكرت كلمة إسلام، وتلعب لعبة ماكرة مكشوفة مفضوحة، إذ هي تهاجم قضايا الاسلام وتعاليمه، عن طريق مهاجمة شيوخه، فإذا أرادت ان تطعن في مبدأ إسلامي، أتته فيمن يتحدث عنه عمائمه ومفكريه وتهاجمه وتخالفه وترفض كلامه، على اعتبار انه كلامه وليس كلام الله ورسوله.
♦️مما يحير في أم عمر مع سخطها على الإسلام هو عشقها اللامتناهي للكنيسة والإخوة المسيحيين، وهم أنفسهم يعدونها واحدة منهم، ومن اكبر مكتسباتهم، وآلاتهم الدعائية إلى صفائهم الديني.
♦️ناعون أحبت المسيحية وتعرفت على كثير من معالمها وتفخر انها تربية مدارس الراهبات، فلما خرجت إلى الحياة، وجدت نداءات الإسلام التي تريد أن تسيطر على مظاهر الحياة، فالدين والدنيا حسب التصور القرآني ملك للإسلام الذي يتدخل في كل الشؤون، فهو يرفض مقولة :دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
♦️فاطمة نعوت التي نلقبها بكنية أم عمر وصلت إلى حالة عظيمة من كراهية الإسلام نفسه، ولا تصدقوا ادعاءاتها بأنها ترفض أفكار الشيوخ، واجتهاداتهم وحدهم.. فاطمة تعشق المسيحية ولولا الحرج وضغوط القوانين لربما أو لأظنها أعلنت نصرانيتها وتبرأت من الاسلام، وليتها تفعل وتريح ادمغتنا من جهالاتها المتعاقبة، ولكنها امتنعت عن ذلك، إذ وجدت أن شهرتها ووجودها ولقمة عيشها ستنتهي فورا لو تركت الإسلام، أو لعل بعض الأذكياء نصحوها أن تَهوى دينها الذي تريد، ولا تنفك عن مهاجمة الإسلام على الدوام، فذلك مكسب عظيم للمسيحة أكثر من إعلانها الانضمام إلها رسميا.
♦️أم عمر حينما مات البابا الأخير حزنت حزنا شديدا، ولم تستطع ان تكتم عشقها للمسيحية ورجالها، فبثت على صفحتها مرثية لا يستطيع أي مسيحي متدين ان يكتب مثلها إذ قالت: "وداعًا قداسة البابا فرنسيس.
الذي تشرفت بلقائه في مصر الطيبة وربت على رأس ابني المتوحد الجميل عمر ودعا له بالشفاء.
الرجل الذي مشى على الأرض خفيفًا، لا يحمل إلا نور المحبة وصلوات المساكين.
الرجل الطيب الذي طأطأ رأسه أمام الجائعين،
وأشرق وجهه بشرًا حين صافح المرضى والعميان والغرباء.
وداعًا للرجل الذي أحب الناس كما هم، لا كما يُراد لهم أن يكونوا، ونادى بالسلام في زمن قاس يتغذى على الجدران والأسلاك..نم في سلام."
الكلام عادي وإنساني وطبيعي وممكن لمسلم أن يعزي البابا، لكن لا يمكن له ابدا ان يكتبها بهذه الحروف المؤمنة بل الحرفية الموقنة، وتبرهن عن يقين به شديد.
وأنا لا أعرف ما هذا التهليل لإنسانية البابا من قبل اختنا ام عمر، ولم نسمع عنها مثلا أنها ترحمت على الداعية المسلم عبد الرحمن السميط الذي كان رحمة على كل الناس باسم الاسلام، وصنع في ميدان الإنسانية وإغاثة البشر ما لم يستطع ألف فرنسيس وفرنسيس أن يفعله.
ولكن لأن هوها في اتجاه آخر، فإنها لا ترى الا جماليات هذا الاتجاه وحده.
♦️أم عمر منذ فترة قرأت لها مقالا عن آلام ومعاناة الرحلة اليسوعية، ووصفتها بأوصاف وأسلوب مؤمن عتيق الإيمان، وسألت نفسي لماذا لم تكتب عن رحلة الرسول الكريم إلى الطائف وما شهده من الام واحزان حافي القدمين مضطهدا تلفظه القرى والقبائل، حتى سال دمه الشريف من قدميه..
أتساءل: لماذا مثل هذه الحادثة النبوية لم تؤثر في الأخت أم عمر او تلهب قلمها تعاطفا مع رسول الإسلام كما فعلت مع الرحلة اليسوعية.
إن أسلوبها العاطفي الرقراق دفعني أن أبحث عن المكتوب وأريكم نموذجا منه، نموذجا للكاتبة التي يفضحها قلمها ويكشف هذا الهيام بالمسيحية.!
♦️أم عمر لا تضيع وقتا كثيرا، إذ لها نشاطها الديني المسيحي، وتعمد في جدول دوري إلى زيارة الكنائس والتبرك بقسسها ورهبانها
♦️كل ما يحيرني في الأخت أم عمر إنها سمت ولدها عمرا.. وارى أن أذكرها ان هذا الاسم يمثل الظلام والرجعية ويقف ضد مسيرة التنوير بقوة.. كان الاولى تسمي جرجس اوجورج أو صمويل بدلا من عمر.
وانا طبعا لا اتهمها والعياذ بالله بالخروج من الإسلام، ولكني أقول لها، اتركي الإسلام في حاله وانظري حريتك في حياتك فالأمر بات واضحا جليا.
♦️من حق… لقد نسيت ان أعرض عليكم نص ام عمر عن رحلة السيد المسيح، وتأملوا لو انها كتبت عن رحلة الطائف وآلام الداعية محمد بنفس الايمان والشجن.. لكن ذلك لم يكن ليحدث أبدا لأن الهوى ليس مع محمد في شيء، لكنه مع ترانيم الكنيسة.
♦️كتبت فاطمة ناعوت :
بدأ «أسبوعُ الآلام»، الذي سار فيه السيدُ المسيح على طريق الآلام الوعرة من باب الأسباط حتى كنيسة القيامة بالقدس الشريف، في مثل هذا الأسبوع من ألفى عام، حاملًا صليبَه الخشبى الهائل، وحاملًا آلامه وجراحه ودماءه ورجاءه في خلاص البشر من شرور العالم وخطايا بنى الإنسان، واضعًا إكليلَ الشوك على جبينه النقى من الدنس، يقطرُ منه الدمُ الطاهر. وحين ظمِأ السيدُ المسيح، قدّم له جندُ اليهود والرومان كأسَ الخلّ لكى تخفَّ آلامُ جروحه قليلًا، لكنه رفض أن يحتسيه لكى يتجرّع الألمَ حتى مُنتهاه، لقاء قوله الحقَّ في وجه سلطان جائر. وكان في أثناء رحلته الشاقة على تلك الطريق القاسية يقوم بتعزية المريمات وصبايا أورشليم المنتحبات عليه، طالبًا منهن أن يتوقفن عن البكاء. وينتهى أسبوعُ الآلام الأحد القادم بعيد القيامة المجيد.
كل سنة وأقباط مصر من مسلمين ومسيحيين بخير وفرح وأمان ومحبة، ومصر في حرية وتحضّر."