أخيرا وبعد طول انتظار، وبمناسبة مرور 60 يوما على رحيله، ننشر كتاب الأوفياء، ومرثية المحبين الجامعة لزمرة مباركة من تلامذة العالم الجليل الراحل الدكتور محمود توفيق سعد، الذين امتعوا الدنيا بسيرته الطيبة الفريدة، وكانت مشاعرهم التي دلت عليها حروفهم، بستان زهر ومدادا من الرحمات ارسلوها سلاما على روحه الطاهرة، ونورا يضيء قبره ويؤنس مرقده.
بل هي وربي شهادة أقاموها في حقه، حينما كان فيهم قائما معلما مربيا مرشدًا موجها، وقد شاء الله أن يسخرني في حفظ هذه الشهادة وتوثيق روافدها، فمن قلبي أشكر كل من تعاون معي، وغفر الله لمن ردني.
وقد رأيت أن هذا الكتاب الذي بلغ 327 صفحة و54 ألف كلمة، له عدة فوائد، كانت من أهم الركائز والمنطلقات التي جعلتني اهتم به وأولع بجمعه وإنجازه ومنها مايلي:
1- أنه سيفيد كل من سيأتي بعدنا ليقيم دراسة حول الراحل الكريم.
2-سيكون منارة ودليلا ومعلما لكل عالم يقتدي برجل عاش لله، وكان آية في التواضع والسمو.
3- فيه العبرة العظيمة بأن الحب والود والذكرى الطيبة هي التي تبقى زادا لصاحبها بعد رحيلة.
4- تساءل بعضهم ما علاقتك بالراحل، وما الذي دفعك إلى هذا الاهتمام؟ والجواب أن العلم رحم بين اهله وواجبي الأكبر تقديم أرقى النماذج الفكرية والدعوية للناس والطالبين.
5- خسارة كبيرة أن تموت هذه المشاعر الجميلة التي نعى بها التلاميذ شيخهم، وقد سجلوا بحروف الأسى مكارم الفقيد الفريد في مقالات تفقد فحواها بمرور وقتها، أن لم يضمها كتاب جامع.
6- نعلن به للعالم احترامنا وتوقيرنا لعلمائنا شريطة أن يكون هؤلاء العلماء ممن يستحقون هذا الإجلال والاكرام.
7- أجمل ما فيه اننا نقدمه لاسرته الكريمة سلوة وتعزية ليذكرهم بأنه حي في كثير من القلوب لم يمت، فإسعاد أهله واجب على محبيه برا به.
8- إثبات أن الجانب الخلقي التربوي في العالم سبيلا قويا للتمكين العلمي في صفوف التلاميذ والمحبين، فإن أحببت معلما أحببت علمه وهكذا كان رحمه الله.
9- في كل مقالة من هذه المقالات تدرك خاصية منفرده، وتستخلص منها سمتا متميزا للراحل الكريم، فليست كلها تشبه بعضها او تتماثل سطورها وهذا من توفيق الله، ولأخلاق الفقيد التي خصت الكبير والصغير وتلاحمت مع مختلف المواقف والأحداث.
10- تسجيل المكارم والمناقب من أحوال الصالحين وخلائق المربين، خاصة أولئك الذين كانوا يتورعون أن يكتبوا سيرتهم ويسجلون مسيرتهم.
11- كانت هناك حيرة واختلاف حول هذا الكتاب هل ننشره ورقيا أم إلكترونيا؟ واستقر الرأي أن ننشره إلكترونيا ليصل إلى الأيدي في كل مكان، وفي ذات الوقت صممنا الملف بتنسيق معتبر، ليتيسر طبعه لم أراده ورقيًا.
* لفتة: لم أطق صبرا على انتظار المواقع التي ارسلنا إليها الكتاب لنشره بها.. فسارعت حاليا لتحميله على الدرايف ليكون في يد الجميع بأسرع وقت ممكن إلى أن يتم نشره بعد ذلك في المواقع الالكترونية اليوم أو غدا بإذن الله.
وختاما:
* أحب أن أقدم شكري الخاص لكل الكتاب الذين تحملوا إلحاحي وصبروا على طلبي ومحايلتي، بل الشكر الأكبر لكل من عاونني وساعدتي في التصميم والاخراج، وابداء الملاحظات والتعديلات.. لهم جميعا أقدم امتناني ومودتي.
* شكر ثان أكثر خصوصية وتقديرا لأسرته الكريمة وأبنائه وبناته البررة الذين يشبهونه في أخلاقه وسماته وترفعه، وقليل من أبناء العلماء من يشبه آباءهم، لكنه نجح أن يربي، وأن يقدم للدنيا مثلا منه ليمتد أثره وذكره ومحامده.
* وشكر ثالث لمعالي المستشار الكريم بهاء بك المري الذي أحب أن يسهم في هذا العمل الجليل فقام بتنسيق الكتاب تنسيقا داخليا فله كل الشكر والامتنان
* أنوه بأن الفرصة ما زالت مفتوحة لكل من أراد المشاركة في هذا العمل المبارك
* أرجو المعذرة لأي خطأ أو هنة فهذا جهد المقل واقوم عليه وحدي دون مساعدة من احد، واعرف أنه عمل كبير يستحق فريقا من العاملين، فاغفروا لي أي تقصير.
* كما أرجو المعذرة من شيوخنا الكرام الذين جردت أكثرهم من درجة الاستاذية واكتفيت بلقب (د) مع حفظ المقامات بما يتناسب مع مشهد الرثاء