ياااه الله أكبر… بعد كل هذه السنوات من الهزائم والتردي والاندحار التي صاحبها كفاح عريق مرير، وجهاد دؤوب مضن متواصل.. جاء الفرج الالهي والفتح الرباني، والانتصار العظيم الذي صنعته قطر للإسلام.
قطر اليوم التي يتابع بطولتها المتحمسون للإسلام قبل المتحمسين للكرة، بغية التعرف على العدد الذي يزداد كل ثانية، في الدخول للإسلام واعتناقه.. بينما الشغوفون بالكرة في غفلة عن أمرهم، وهم يتابعون عدد الأهداف والركلات.. فكل يلهو في ناديه.
&&&&&&&&&
ما يحدث مهزلة بكل المقاييس ومؤشر ساخر يعبر عن الهزيمة النفسية التي اجتاحت العقول والظنون، وقزمت الوعي وجعلته أشبه بصبي صغير يمكن الضحك عليه بلعبة تافهة، ليظل يغني ويطرب ويلهو بها،ليعفي والديه من ازعاجه.
وهكذا استطاع المئات وقريبا الالاف الدخول في الاسلام واعتناقه؟
لماذا وكيف؟ لا تعرف.
ماذا قدمت قطر لهذا الفتح الاسلامي؟
لا شي سوى عدة لافتات ومحاضرات للمشاهير التي توجد من أساسها في الانترنت واليوتيوب.
قوم يقولون لي: وما الذي يزعجك، وما الذي يضايقك؟
وأقول: يضايقني الجهل والوهم والسذاجة والضحك على العقول ويضايقني كذلك تصديق الكذب والأوهام.
يعجبني جدا هذا الذي قال إن في قطر 2 مليون من جنسيات أجنبية يقيمون فيها منذ زمن، ولم نسمع أن أحدهم أعلن إسلامه.
الإسلام لن ينتصر بالمونديال،والغرب لن يأخذ أي فكرة عن الإسلام الذي تقدمه قطر، ومن أتى لمشاهدة المونديال، أتى للترفيه والتسلية، وليس في خياله أبدا أن يُعمل نفسه وعقله لتفهم تجربة فكرية او عقدية.
حينما كنا شعبا ضعيفا ذليلا، يستعرمنا الغرب ويكبتون حريتنا، فجأة خرج فينا جمال عبد الناصر يصرخ ويشجب ويسب الاستعمار ويهين زعماءه.. شعرنا بالعزة والقوة التي افتقدناها، وصدقنا الاكاذيب الإعلامية التي نسجوها حول شخصه،حتى أفقنا على الهزيمة المرة.
ألا إن الإسلام لن ينتصر بالكرة والمونديال، ولكن النصر سيكون بالإخلاص والتجرد والعمل الدؤوب لإصلاح الناس وهداية العقول.
كفاكم وهما رضي الله عنكم.
عملت في المؤسسات الدعوية أكثر من عقد من الزمان.. وتابعت برامج المهتدين الجدد في الخارج، وكانت أبلغ المشكلات التي تواجههم، ماذا بعد الهداية والاقتناع؟
المهتدون الجدد يحتاجون لمن يتابعهم ويعلمهم ويفهمهم، وإلا سقط اقتناعهم مع أول شبهة يُرمون بها أو شهوة تعترضهم!
فماذا إذن تفيدهم هدايتهم القطرية بعد المونديال؟
أنا أعلم أن روح الهزيمة التي سيطرت على كثير من النفوس والهمم، جعلتهم يكبرون ويفرحون، بأي أثر مهما كان يسيرا، فكيف بهم وهم يرون احاديث نبيهم صلى الله عليه وسلم تعلن أمام العالم ويشاهدها الجميع؟.
لقد أحسوا بعزة وشموخ، حينما كان صوتهم مواتا خافتا هامدا لا علو له.
هذا هو بيت القصد..
قوم مهزومون.. أحسوا فجأة بهويتهم تُعلن عن نفسها أمام العالم، ففرحوا وأخذت عقولهم الواهية تصور لهم كثيرا من الأماني والأحلام التي لن تتحقق.
وتخيلوا معها أن قطر اختصرت على الإسلام ومؤسساته الدعوية آلاف السنين من العمل الدعوي، لتأتي في حركة بسيطة، لتجلب النصر والتمكين للإسلام.
رجاء كفاكم وهما..
رجاء ارحمونا من أوهامكم..
الكرة لن تنصر الإسلام ولن تمكن للدعوة في شئ.
لا مانع ابدا أن تشكروا قطر التي أعلنت عن هويتكم.. لكن لا تحملوا الأمر فوق الطاقة والعقل والمنطق والطبيعة.