ليسمح لي سعادة الدكتور خالد منتصر الكائد لدينه، والحاقد على ملته، والكاره لعقيدته، ليسمح لي أن أبادره بهذا السؤال:
ماذا لو قفزت القطة على كتف ب*اب*ا الفاتيكا*ن فرن*سيس خو*رخي ما*ريو، هل كنت ساعتها تتهكم بهذه السخرية، وهل كانت تدهمك الشجاعة لتهزأ بالقطة ومن قفزت عليه؟
أعتقد أنك ما كنت لتفعل هذا أو تكتب مثل ما كتبت عن قفزتها على كتف داعية كل مشكلته معك وأزمتك نحوه أنه ينتسب للإسلام، وأن القفزة وقتها ستكون في خيالك الذي سينسج لها شعرا ونثرا، مثالا للرحمة والسماحة والعطف على الحيوان.
نحن هنا أمام حالة عجيبة من التناقض، ورجل يتصيد الزلل من الهواء، فهو داعية الحضارة الغربية الذي ينادي بالذوق والجمال والفن والرفق بالحيوان، ولكن حينما يتحقق هذا الرفق من رجل مسلم، فهو الرفق المذموم الذي لا قيمة له ولا اعتبار لوجوده، ولو أن هذا المشهد قد صدر من ق*سي*س، لقرعنا وزلزلنا خالد منتصر بخلابة المشهد وجمال الإنسانية التي تتفجر فيه.
وأنت لتعجب من الغرب الذي أسره المشهد فأذاعته ونشرته وكالات الأنباء العالمية الغربية، وتندرت به، ولأول مرة يقف ذيل الغرب من موقف أعجب أسياده، ليتأفف منه ويجعله سببا للهزء والسخرية.
الرجل يريد أن يقول للناس: إن الإسلام سبب التأخر الذي منيت به بلداننا، وأنا لا أعرف ما علاقة الإسلام بالتقدم والتأخر الذي صرنا إليه، فالتأخر الحضاري لا يكون إلا في الانسلاخ عن القيم والمبادئ التي يقرها الإسلام، ولكن هذا العبث الذي يقوده زعيم الإفك، لا سبب له إلا الاصطياد الوقح، والمغالطة الفجة، والتحايل السخيف والتحذلق الممجوج.
كنت وما زلت أردد: أن هؤلاء العلمانيين أضر على بلادنا وأوطاننا وأمننا من الإرهابيين، لأنهم يصدمون الناس في عقيدتهم ويسخرون من دينهم الذي هو هوية المصريين واعتزازهم به يفوق الحد.
وحقا أقول : لقد فكرت فيما ذكرت من أمر القفزتين، وألح بخاطري قفزة ثالثة، رأيت الحياء يمنعني من ذكرها ، لكن أديبنا محمد الشافعي قد عبر عنها بأسلوب رشيق ، جعلنا نبادلك السخرية بسخرية والهزاءة باستهزاء، فلعنة الله على هذه القفزة التي خلفت عقلا مريعا وفكرا وبيلا.