إني إذا أحببت عالمًا أحببت في ركابه كل ما يدل عليه أو يشير إليه، وقد كان من محاسن الصدف أن قرأت في صفحة الدكتور صلاح سرور مقالة مهمة تشير إلى رسالة ماجستير للدكتور محمد إبراهيم شادي موضوعها (التشبيه عند امرئ القيس) والتي نالها بدرجة الامتياز، وكانت تحت إشراف مولانا العلامة الدكتور (محمد رجب البيومي).
ولما رأيت اسم سيدنا البيومي على الرسالة، أدركت أن الدكتور أبو شادي من تلاميذه، فإذا هو من أصفيائه والمقربين إليه، بل ممن يحملون له في قلوبهم عاطفة عظيمة تبرهن عن وفاء التلميذ لأستاذه النجيب.
وساقني هذا العلم أن أطلب من الدكتور صلاح تكرما أن يرسل لمعالي الدكتور أبو شادي كتابي عن سيدنا البيومي هدية مني له، بصفته تلميذا من تلامذته ليكون أكثر من يقدر معنى هذا الكتاب.
ولما مثل الكتاب بين يديه، أبى إلا أن يكون كريما معي ودبج ردا أراه شهادة أعتز ها وأضعها تاجا على رأسي، وهي أول شهادة تأتيني في هذا الكتاب من عالم جليل له في فنه قدم راسخة ومشهود له بالتفرد.. فشكرا له على ما شرفني به من كلمات منحتني الثقة فيما سطرته عن هذا العلم الجليل، بل أشعر فيها بالصدق الواضح لأنها لم تكن موجهة لي، وإنما كانت حوارا بين الدكتور أبو شادي والدكتور صلاح، فلا مجال فيها للمجاملة وهو ما لابد من تسجيله وتوثيقه وأعده أن أضعها في الكتاب بعون الله.
وهذه كلمات الدكتور أبو شادي في الكتاب ومؤلفه
========================
شكرا جزيلا دكتور صلاح سرور وقد سعدت جدا بما كتبه الأستاذ حاتم سلامة عن شيخي العلامة ا.د محمد رجب البيومي رحمه الله. ومن الواضح أن الأستاذ سلامة صاحب قلم سيال ورصين. وأنه من مدرسة الأسلوب الراقي التي ينتمي إليها شيخنا. هي مدرسة اين العميد وأحمد حسن الزيات والمنفلوطي ولا أقول المدرسة البيانية لما التصق ظلما بهذه المدرسة من تهمة اللفظية.
ومع أني من الذين نالوا شرف التلمذة على يد هذا الأديب الفذ ( البيومي) فإني مقصر في الكتابة عنه والتنويه بما يستحقه. ويلازمني إحساس عنيف بالتقصير. وفكرت عدة مرات في هذا الأمر ولا يصرفني عنه إلا شاغل ما من الشواغل الملحة. الخاصة أو العامة.دون أن تصرفني عن الفكرة القابعة في وجداني وعقلي حتى وقعت عيني على ذلك الكتاب. ( فارس القلم ) للأستاذ حاتم سلامة
ورأيت أنه بارك الله فيه لم يترك لي شيئا أقوله عن شيخي رحمه الله. فلقد أماط اللثام عن كثير من الجوانب الفكرية والأدبية والإنسانية في حياة العلامة الناقد والأديب الشاعر والمثقف الملهم.
ولايفوتني التنويه بمقدمة الكتاب للدكتور إبراهيم عوض الذي لم يمنع حبه لشيحنا من مخالفته والاستدراك عليه فيما يطمئن إليه بعد البحث والتدقيق.
وهذا يذكرني بلقاءات لي مع شيخي. كان يشجعني ببشاشته وتواضعه وأنسه على إبداء بعض ما أراه في مقالاته وكتبه. وكان يستقبل ماأراه بابتسامة راضية وسرور بما يسمعه من تلميذ له. وهذا شأن الأساتذه الكبار أصحاب الرسالات. رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى.