منذ زمن كبير وأنا غارق في التصوف ورموزه وشيوخه، أعرفهم جميعا بطرقهم وفرقهم، ولم أسمع ابدا عن شيخ صوفي اسمه الدكتور علي جمعة، الذي صار الان ملء السمع والبصر وعلامة التصوف وأيقونته في العصر الحديث.
الشيخ علي جمعة يظن نفسه اليوم قطب الأقطاب وولي الاولياء، ويتعصب له اليوم أتباع الصوفية وأغرارهم الصغار ظنا منهم انه شيخ عتيق أصيل مكين في دنيا التصوف، ولا يعلمون ان الرجل متطفل على الصوفية حديث عهد بعتبات الطريق، وما دفعه إليه اليوم إلا لأنه الموجة السائرة والميسر لها كثير من التسهيلات.
ولذلك كل من عاين وتابع اسلوب وطريقة الدكتور علي جمعة والقضايا التي يثيرها في أحاديثه، يجزم ان الرجل ابعد ما يكون عن التصوف السوي وسلوكه والذي كان عليه شيوخ اماجد نحترمهم ونقدرهم، ولهم في قلوبنا مكانة جليلة.
الشيخ اذن قبل أن يتشيع له المتعصبون يجب ان يعلموا ان ليس شيخا أصيلا في تيارهم، وانه قفز عليه بالبارشوت، وقد يستخف بهذا الكلام بعضهم من انه حتى ولو لم يكت صوفيا فمن الجيد انه الان صار صوفيا، ولكن لا يجب ابدا ان يفوتك ان تسأل نفسك: لماذا صار صوفيا، ولعلي قد اشرت إلى ذلك لمن اراد تأملا وبيانا.
حدثني الاعلامي الكبير تهامي منتصر انه اول من قدم الدكتور علي جمعة وأظهره على شاشات التليفزيون، وفجأة وجد مكتب الوزير صفوت الشريف يستدعيه، ليجد هناك ضابطا أمنيا كبيرا ومعه ملف امني للمدعو علي جمعة الأستاذ بكلية الدراسات الاسلامية بالأزهر وعضو جماعة التكفير والهجرة.!
إي وربي جماعة التكفير والهجرة بشحمها ولحمها، وأقسم لي الاستاذ تهامي انه قرأ الملف بنفسه وعاين معلوماته بعينه.
سألت الاستاذ تهامي، أنت اول من أظهره بالتلفاز واستمعت إلى حلقاته، فهل كانت فيه مسحة التصوف التي يمتطيها اليوم؟
قال أبدا لم يكن به اي سبيل اليها، وإنما هي وسيلة يحاول بها مسح تاريخه القديم، كما انها الموجة الرائجة اليوم حينما وجد ان من ركبها يُمكن له ويصير صوته مسموعا.
ثم قال لي: علي جمعة متزوج من اربعة نسوة، وزوجته الأولى بنت شيخ ضليع ومؤسس من مؤسسي جماعات التكفير والهجرة..
وفي الوقت الذي كان الاخوان فيه على الساحة يتصدرون المشهد كان الشيخ يتقرب اليهم ويتودد منهم، ويهش في وجههم ويبش، ولم يكن ابدا ينعتهم بالارهاب وغيره من التهم، لكن بعد زوالهم صب عليهم جام غضبه، ليس من باب إيمانه بمبدأ ولكن لأن الموجة تتطلب ذلك.