تقول الأنباء:
"قامت وكيلة مدرسة للمرحلة الثانوية، بمفاجأة زوجها الذي يعمل مديرا بمدرسة أخرى، بحضور طابور الصباح حاملة باقة ورد وقدمتها له أمام الطلاب مقبلة يده.
وعليه، قررت مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية في مصر، إحالة وكيلة مدرسة وزوجها الذي يعمل مديرا لمدرسة أخرى، للتحقيق بإدارة الشؤون القانونية، ذلك لخروجهما عن مقتضيات الواجب الوظيفي على خلفية ما قامت به وكيلة المدرسة بإدارة الحسينية التعليمية."
أعرف بدقة ان هناك سيدات يتململن من الغيظ عند قراءة مثل هذه الحادثة، لأن بعضهن لديهن عقدة من سيادة الرجل وقوامته، ومن ثم يلعن في السر والعلن فعل هذه المرأة لأنهن يرفضن اي مشاعر تعلن عن خضوع الرجل للمرأة ويرونه هزيمة للتمرد الذي يعشنه ويرفعن راياته صباح مساء لا للرجل.
لكن ومصداقا للحق فإن هذه المرأة ذكية جدا وماهرة جدا، واستطاعت بهذا الفعل النبيل أن تقدم للأجيال القادمة التي كانت تقف في طابور الصباح أعظم مشهد تربوي يوائم الفطرة والإنسانية والمنطق والقيم والدين.
اغضبن أو اغتظن كما شئتن، لكن امرأة منكن صفعتكن بفعلها وأقرت ما تحاولن رفضه وركله كل وقت وحين.. فكانت على ما قاله الله تعالى: "وشهد شاهد من أهلها"
لقد أرادت أن تقول: خضوع المرأة للرجل ليس استعبادا او امتهانا بقدر ما هو تقدير واحترام وفطرة ودين.
فهل تسارع كل امرأة أن تحاكي فعل هذه السيدة في فضيلتها وتقبيل يد زوجها؟
أم أنها في نظرة بعضهن كبيرة من الكبائر.
الوازرة مخطئة في التحقيق مع السيدة واعتبار فعلها جرما واولى بها أن تكرمها وتجعل منها مثلا أعلى للفتيات.
أضحك الآن بملء فمي وأنا أعرف أستاذة جامعية وزوجها أقل منها تعليما ووظيفة، تتكبر جدا أن تفعل ذلك، وترى ذلك امتهانا لشخصها ووضعها ومكانتها وذاتها.. إنها أعلى منه وأكبر تعليما ووظيفة.. وهنا المشكلة لأنني مؤمن أن حياتها غير سعيدة، والمشاكل تحاصرها من كل جانب.. ناجحة في عملها فاشلة في بيتها.
كنت يوما أحضر مجلس شيخي العلامة الكبير حسن أيوب، وقد سمعته يقول: احذر ان تتزوج امرأة أغنى منك أو أعلم منك، لأنك عند أول مشكلة ستجدها تقول لك: أنا مثلك أو أعلى منك وليس لك تفضل علي.
وليكن لها العلو كما تريد، لكن لكل شيء ضريبة، وضريبة ذاتك ضياع سعادتك الأسرية.
نصيحة مني قبلي يد زوجك.
اعرف الان ان جاهلة ترميني بالتخلف والرجعية.. لكنني اقول لها: افعليها وجربي وسوف ترين أن ما تعتقدينه تخلفا هو عين العقل والصواب والجلبة المثلى لحياة زوجية سعيدة.. ولست في حاجة لأن أنبه بأن هذا يكون مع الزوج الذي يستحق معنى كلمة الزوج.