هل تعلم أنني احترمت كثيرا أسامة منير جرجس، ذلك الإعلامي المسيحي الذي تحول في لحظة واحدة إلى مبشر نصراني من طراز رفيع، حينما سخر كل إمكانات برنامجه لنشر المسيحية والترويج لها ومحاولة تنصير المسلمين عبر تبغيضهم في دينهم وتخويفهم من مساجدهم.
ما فعله الرجل قد زاد همي وألمي حينما رأيته يوقر دينه ويحترم الكنيسة، ويؤكد لغيره أن الكنيسة فعلا هي مهبط -البني آدمين الحقيقيين- على عكس المساجد التي لا يخرج منها إلا من يأمر الفتيات بالحجاب.
أقدم الرجل على هذا الكلام بلا خوف أو مواربة في دولة إسلامية سنية، في الوقت الذي نرى فيه إعلاميين حمقى، يهاجمون دينهم ليل نهار ويخاصمون التدين والمتدينين، ولا هم لهم إلا استضافة الخونة الماكرين المتآمرين الذين يشككون الناس في ثوابت دينهم وإسلامهم.
أسامة منير جرجس روج للكنيسة وتعاليم الصليب، وانتقد الحجاب والمسجد، بينما البُله الحمقى يتزايدون في صيحاتهم ضد الإسلام وأهله.
طبعا مما لا شك فيه أن ما فعله هذا الإعلامي جريمة لا يجب ولا ينفع أمامها أي قناعة بالصمت وضبط النفس.
الرجل يتحدث بغباء عن فريضة إسلامية، ويمكن اتهامه بقضية أمام المحاكم المصرية بتهمة ازدراء الأديان.. لكن السؤال الأكثر إلحاحا هو ما الذي جعل إعلامي مسيحي يقدم على هذه الحماقة العجيبة والجرأة المخيفة؟
لا يمكن أبدا أن يكون مثل هذا الكلام قد قيل بحسن نية وعلى غير تعمد، أو أنها كانت زلة لسان عقب حوار وإقناع ودردشة.. لا أعتقد أبدا فهو ليس صغيرا ولا أبلها حتى يمرر على لسانه مثل هذا الكلام.
الرجل اجترأ جرأة عظيمة وبالغ في التوقح، ولا بد من تأديبه بالقانون حتى يحترم دين الدولة الرسمي وعقيدة شعبها.. فهل من مشمر؟
أو على الأقل تتحرك الأجهزة الاعلامية لمنع برنامجه وإيقافه، فهل تتخيل ما الذي يمكن أن يحدث لو أن إعلاميا مسلما تحدث بهذا الاستهتار ضد الكنائس والقُسس؟
لا شك أن العالم كله سيتحرك ويطالب بسجن المتحدث واعتقاله وإيقافه وتأديبه.
وعلى جانب آخر أرى أنه من الجيد جدا أنه فعل ذلك، حتى يستفيق الناس ويتنبهوا لأمره، فقد رأيت كثيرا من الشباب والعوام يأسرهم بطريقة حديثه وأدائه الصوتي الجذاب الذي يلامس النفس والروح.. حتى يظهر اليوم بعد أن سقط القناع عن مبشر ومنصر في ثوب إعلامي يخدع الناس.