هل يمكن في هذا الزمان أن نجد أحدا يعترض على عمل المرأة؟
وبعيدا عن الشرع والدين وجواز ذلك أو رفضه، فليس هذا هو ما ندور حوله.. لكننا نقرر أن الرجل الذي يحرم زوجته من العمل، يجلب لنفسه مصيبة ومشكلة تصدع رأسه ليل نهار.
ولذلك تأتي النصيحة التي قررها بعض الحكماء: أن تشغل المرأة حتى تتلهى، لأن هذا المخلوق الفظيع، لو خلت يده وفكره من العمل، لتحول إلى محطة تشويش مستمرة، وقنبلة مدوية تتفجر بكثير من الأزمات وجلب المحن وانتهاج الاعوجاج في التعامل مع الرجل في الحياة.
لن تكون أيها الرجل مستريحا أبدا إذا خلت يد زوجتك من العمل والمسؤولية.
كنت مندهشا حينما شكت لي زوجة أن زوجها يمنعها من حضور المنتديات والندوات الأدبية، والمشاركة في فعاليات الصالونات الفكرية، لأنها تحب هذا المناخ وتشعر بذاتها فيه.
قلت في نفسي: ياله من زوج أبله، فالفرصة قدمت أمامه في طبق من فضة ثم هو من المُعرضين، أو أن هذه الزوجة خائبة، لا تعرف كيف تجعله يعتقد أن أي هواية تشغلها إنما هي عطية من الله له، لكي تحل عن -نافوخه- وترحمه من تسلطها ورقابتها.؟
ذُكر أن أحد ملوك السودان قد فرض على نسائه ضريبة من الصوف يشتغلن بها أبد الدهر، وكلما انتهت واحدة، كلفهن بأخرى، وهكذا إلى مالا نهاية، وقال الملك تبريرا لذلك: إن المرأة بدون شغل يشغلها، تتشوق إلى الرجال.
لذلك إذا نظرت بدقة لهذه البيوتات التي تنشغل فيها المرأة بشغل كبير، تجدها بيوتا سعيدة على عكس ما يقولون: إنها بيوت كئيبة تنشغل فيها المرأة عن حياتها وبيتها.. لأن شغل المرأة يهد حيلها، ويصرف عقلها عن التفكير في أي شي إلا راحتها التي أنهكها العمل.. حتى أنها لو قيل لها زوجك حايتجوز عليك! لرددت ببرود وفتور: خلوه يتنيل سيبوني استريح.!
لسنا مبغضون للمرأة، ولا نهاجم عنصرها، ومن ثم تعالوا بنا لنتكلم بصورة وطريقة مغايرة فنقول: هل تعلم أن عمل المرأة أحيانًا يكون هروبا من المشكلات.. فإذا خلت يد المرأة وقعدت في البيت صارت من جهة أخرى عرضة لهذا الزوج المتسلط المعقد الذي يحرق دمها بتصرفاته وجنونه، فسارعت إلى عملها هروبًا من هذا الجحيم.
رحم الله الإمام ابن حزم حينما قال: إنني لا أثق بالمرأة إن لم يشغلها علم او عمل