زمان زمان.. حين تقرر لي تركيب أنبوب لتفريغ الهواء المتسرب إلى تجويف الصدر إثر كسر الضلوع، كنت بحكم الدراسة أعرف أن أقسى الألم هو ألم الغشاء البللوري وألم غشاء العظم، ويليهما ألم الولادة.. لم أكن وقتها خبرت ألم الولادة بعد.
وقتها قلت لطبيب جراحة الصدر والقلب:
- أنا هاصرخ، كمل مالكش دعوة بيَّ. أنا ممكن أتحمل تمام، لكن ماتفكروش تكتموني، خلينا متفقين على ده.
في كل ولادة لي فعلت ذلك أيضًا، رفضت التخدير تمامًا، ولا المسكنات الثقيلة، وعلى اتفاق بأن يتحمل الطبيب صراخي. لن أكتمه، وهو لا يعني الشكوى
وحدها "جورية" في لحظات خروج رأسها.. إلى الدنيا، لا إلى الحياة.. وافقت أن تخدرني الحبيبة راندا.
ما الفرق؟
هو الفرق بين استقبال الحياة واستقبال الموت.
الألم محتمل مهما بلغ، بأمل الشفاء أو استقبال حياة
العزم يفنى عند انعدام الأمل
لا زلت حتى اليوم، يمكنني تحمل الألم، لكن بشرط أن صوتي/رأيي لا يموت
يمكننا جميعًا التحمل.. بشرط الأمل.
وكما كتب إسماعيل وهدان إهداءه الذي أنا مغرمة به:
[إلى الأمل والحلم.. احتمالية قدوم الأفضل هي السبب الوحيد للاستمرار في الحياة]
فمساء طيب على الطيبين.. وحدهم الطيبين فقط