آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حاتم سلامه
  5. ما أنا.. لا.. من أنا

 

دعني أقول لك: ليس شرطا أن تكون مفكرا أو أديبا أو عالما أو زعيما أو قائدا حتى يتسنى لك أن تكتب سيرتك الذاتية، وهنا اسمح لي أن أقول لك ثانية: يكفي في هذا أن تكون إنسانا.!

نعم فبعض الناس ممن نراهم حولنا ونطلق عليهم عاديون، نرى في جعبة أيامهم وحكاياتهم ومواقف أيامهم حشودا هائلة من العجائب والطرائف، والتي لو وجد هناك من يدونها لهم لخرجت أعظم سيرة ذاتية تبهر الألباب والأذواق.

أعرف صديقا لي كان لديه مخزون هائل من مواقف الزمن ومشاهد الحياة، وكنت أحيانا أجلس إليه وأستمع له وأجعل منه مادة لكتاباتي دون أن يشعر.

وهناك أناس كلما عرضت عليهم أن يكتبوا سيرتهم الذاتية يقولون لك: من أنا لكي أكتب سيرتي الذاتية.

ياعزيز ليس شرطا أن تكون قد صعدت إلى القمر أو حررت القدس أو نلت نوبل حتى تكون مؤهلا لكتابة السيرة الذاتية.

فهناك من تضج حياتهم بالزخم الكبير الذي يفوق حياة حتى من صعدوا إلى القمر ونالوا نوبل.

النجاح شيء والسيرة الذاتية شيء آخر.

بل ليس شرطا في السيرة الذاتية أن تكون مواقف أو أحدث مدهشة تعج بالغرائب المثيرة، إذ يمكن للسيرة الذاتية أن تأخذ ألوانا أخرى كأن تكون تعبيرا عن تأملات أو خواطر عاشها أو أحسها الإنسان وتأثر بها وجدانه وعاطفته ومشاعره.

ومن الملفت أننا نجد بعض الشخصيات قد كتب سيرته التي صفق لها الجميع من باب الصدفة، ولم يكن أبدا في حسبانه أن يكتب يوما سيرته الذاتية، وما أن كتبها حتى كانت معلما عليه، وصارت أعظم ما أنجزه وحققه من تراث حياته.

فهذا الشيخ الغزالي رحمه الله وقد حثه الأستاذ عبد الوهاب مطاوع أن يكتب سيرته إلا أنه رفض الفكرة متعللا بأي علة، ثم مات وظهرت له سيرة مختصرة من (60) صفحة ما أن تقرأها وتنتهي منها في جلسة واحدة، حتى تأخذك الحسرة أن الشيخ لم يكملها في كتاب ضخم من فرط جمالها وروعة سردها وجميل مواقفها.

في العام الماضي كانت لي تجربة مع سيدي المستشار الجليل بها المري، حينما عرضت عليه أن يكتب مذكراته بحكم كونه أديب بليغ فخم العبارة فصيح البيان، ووجدت منه نفس ما يتقول به الكثيرون فيقول لي: من أنا حتى أكتب مذكراتي.. إن حياتي هي أمي وأمي هي كل حياتي، فلما قال ذلك، قلت له ولو كان.. أليس من تحقها عليك أن تكتب أيامها وحسن تربيتها لك؟!

وهنا لم أدرك أنني قد لعبت على الوتر الذي يهتز له فؤاده، ونقطة الضعف في عاطفته التي لا يمكن أن يقاومها أو يتملص منها باعتراض، إنها أمه التي أحبها حبا منقطع النظير وكانت روحه ومهجة قلبه.

صمت الرجل وانقطع الحديث بيني وبينه، ثم إذا به يفاجئني بعشرات الصفحات التي كتبها لتكون بداية لسيرته الذاتية، والتي جرت إلى مئات الصفحات التي جعلت منها سيرة ذاتية ثرية من العيار الثقيل.

ولعلي هنا كان موقفي شبيها بموقف بالأستاذ الصحفي زهير الأيوبي محرر مجلة المسلمون الذي كان سببها في كتابة مذكرات بلغت بلغت (8) مجلدات في قرابة (4000) آلاف صفحة للأديب والعالم الكبير الشيخ علي الطنطاوي، لم يكن مرتب لها، ولم يكن أبدا في حسبانه أن يكتبها، بل على العكس حينما عرضت عليه الفكرة من الأستاذ زهير الأيوبي قابلها برفض شديد ولكن الرجل لم ييأس وظل يتابعه ويلح عليه حتى كتب هذا العدد الضخم من مذكراته التي تفوح رقة وعذوبة.!

بل كان الشيخ يعتقد حينما وافق أنه سيحكي حياته في حلقة أو حلقتين تنشرهما المجلة، فإذا بنهر الذكريات يتدفق على عقل الشيخ وتدب فيه الحماسة للكلام عن حياته ومعها عن حقبة مهمة من تاريخ سوريا والبلدان العربية والإسلامية حتى اكتملت الذكريات في ثمانية مجلدات متاحة الآن في صورتها الورقية، وعلى شبكة الإنترنت، سواء بسواء !

يقول الأستاذ الطنطاوي: "ثم أحالتني الأيام على التقاعد، فودعت قلمي كما يودع المحتضر، وغسلته من آثار المداد كما يُغسل من مات، ثم لففته بمثل الكفن وجعلت له من أعماق الخزانة قبراً كالذي يدفن فيه الأموات، حتى جاءني من سنة واحدة أخ عزيز، هو في السن صغير مثل ولدي، ولكنه في الفضل كبير، فما زال بي يفتلني في الذروة والغارب (كما كان يقول الأولون)، يحاصرني باللفظ الحلو، والحجة المقنعة، والإلحاح المقبول؛ يريدني على أن أعود إلى الميت فأنفض عنه التراب وأمزق من حوله الكفن، وأنا أحاول أن أتخلص وأن أتملص، حتى عجزت فوافقت على أن أكتب عنده ذكرياتي. فيا زهير: أشكرك؛ فلولاك ما كتبت ) يقول أحد الكتاب: "فلنتأمل كيف لو أن المحرر أو الناشر قنع بالرفض من صاحب السيرة ولم يلح ولم يقنع، وكيف كنا سنخسر اليوم هذا الكنز الثمين من التاريخ والأدب.؟!"

 

بل هل تتخيل وأنا أحدثك اليوم عن أمر المذكرات أن (الأيام) والتي تعد أشهر سيرة ذاتية في حياتنا الأدبية وهي قصة عميد الأدب العربي طه حسين، جاءت من قبيل الصدفة والحاجة ولم يعمد يوما أو يفكر أن يكتب مذكراته؟!

نعم هكذا جاءت الأيام وكانت قصتها.!

ذكر الأديب والصحفي المخضرم بدار الهلال الأستاذ أحد زكي عبد الحليم في مقالة له بعنوان (طه حسين .. بخمسة جنيهات!) أن الدكتور طه حسين حينما فقد مكانته الجامعية المرموقة بسبب أزمة كتاب الشعر الجاهلي، والتي ترتب عليها مواقف معارضة ومستهجنة انتهت به إلى العزلة وصار مهددا في مصدر رزقه.

وقتها لم يكن الدكتور طه حسين من كتاب مجلة الهلال، ولكن الأستاذ إميل زيدان أحد صاحبي دار الهلال رأى أنه من التقدير أن يقف إلى جانب الرجل في محنته، وذهب إليه في بيته ليعرض عليه أن يكتب مقالاً شهرياً في الهلال مقابل خمسة جنيهات، وهو في ذلك الوقت مبلغ كبير لا يحصل عليه إلا عباس محمود العقاد، كاتب الهلال الأول، وكانت وجهة نظر أصحاب الهلال أن هذا المبلغ يعينه على الحياة بعد أن تقطعت به أسبابها.

ولكن الدكتور طه كان يعاني في هذه الفترة من أزمة نفسية حادة، وقبل العرض ولكنه لم يكن يدري ماذا يكتب مع هذا الضغط النفسي الهائل؟ كما أنه محظور عليه كذلك أن يكتب في الصحف أي رأي في الدب والفكر فالدنيا كلها هائجة بسببه.

وأخيراً خطر له أن يكتب عن ذكرياته وبعض أيامه الماضية وكأنه يستعيض بذكريات الماضي، رغم مرارته، عن الحاضر بكل ما فيه، وعن المستقبل بكل ما يمكن أن يحمله.

 

ويمضي الأستاذ عبد الحليم قائلاً: "وما كاد طه حسين يبدأ الكتابة حتى تحولت الكتابة من مجرد خواطر وذكريات إلى عمل أدبي رائع، ما زال مسائلاً أمام أعين كل الأجيال الثقافية، وهو كتاب (الأيام) !"

والحق أن المنحة كانت وليدة المحنة، ونتج عنها أروع ما كتب في السيرة الذاتية عن إنسان تحدى الصعب والمرار حتى وصل إلى قمة الهرم.

أما أنا فقد كان أبي رحمه الله أو كنت أنا أراه واحدا من هؤلاء الذين تعج حياتهم بما يستحق أن يكتب، وقد كنت أحفزه بين الحين والحين إلى هذه الخطوة ولكنه كان من المسوفين، وظل كذلك يقول سأكتب مذكراتي، إلى أن مات ولم يكتب شيئا.

وكذلك مما آسى له كثيرا أنني وقد كنت وثيق الصلة بالعلامة الكبير فضيلة الدكتور (محمود عمارة) وهو من أكبر الأدباء وأفصح الدعاة الذين تحدثوا بلسان الأديب، وكنت وقتها شاب صغير لم تكن لي ما أراه اليوم من مدارك العقل، ولو أنني أدركت أيامه وأنا على ما أنا عليه اليوم، لاستخرجت منه الكثير والكثير مما تنتشي له أذواق القراء من ذكريات أيامه وشواهد حياته.

وأحب في هذا الموطن أن أقول: أن الأزهر الشريف بعلمائه ودعاته ورموزه، وكل مثقفي مصر وأدبائها ومفكريها، والمكتبة العربية برمتها يشدون على أيدي مولانا الدكتور النبوي شعلان، لينجز مذكراته ويستحثونه أن يحشد إليها كل طاقته ووقته وجهده حتى يتمها.. فالدكتور النبوي منذ أمد بعيد بصدد كتابة مذكراته التي يراد لها أن تخرج إلى النور تحت عنوان ( وحي الالم أكثر من نصف قرن تحت العمامة وبين أصحابها)

وأنا لا أعبر بهذه الحفاوة البالغة لهذه المذكرات، لأنني أحب الدكتور النبوي، أو أنه بتواضعه الجم يضعني في مقام الابن له، أو أنه بلدياتي الذي نفتخر به، ولكن لأن من يستمع إلى الدكتور النبوي وهو يروي مساجلات أيامه، يوقن أن هذا الرجل قد خاض ملاحم الحياة محاطا بالعجائب مصاحبا للمدهشات والغرائب، بل تدرك أن لديه لا يمكن أن تجده عند الآخرين من الوقوف على الأخبار والحقائق لكثير من محطات الحياة وحوادث الدهر. 

كلي شغف سيدي لقراءة هذه المذكرات.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350575
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205175
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190295
4الكاتبمدونة زينب حمدي176688
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138502
6الكاتبمدونة مني امين118848
7الكاتبمدونة سمير حماد 112701
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103899
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101271
10الكاتبمدونة مني العقدة98593

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

123 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع