حينما رددنا ردا علميا على إفك الشيخ ياسر برهامي، والذي دفعنا إليه ما وجدناه من استفزاز صبيانه حينما أخذوا يرددون ويشيعون أن كل المنكرين على شيخهم (وهُبَلِهم)، كلها زعق وشخط وسب وصراخ وعويل، ولا يوجد واحد ممن أنكر على الشيخ ردّ ردًّا علميا.
فلما ظهرت الردود وبينت وأوضحت جهل وعوار الشيخ الذي صفّق له اليهود أنفسهم قبل أتباعه من السلفيين، وكانت دهشتهم به عجيبة، وكادوا يصنعون له التماثيل. لمّا تبيّن جهله الفاضح وفهمه المعوج وحقيقة تثبيطه للأمة وخذلان مجاهديها.. لم يجد تلاميذه المتعصبون ردا يستر حرجهم وخجلهم من افتضاح علم شيخهم، الذي تبين أنه علم قاحل قاتم، لايمكن أبدا أن يُعبّر عن آلام الأمة أو يجسد جراحها، ناهيك عن أمانيها وطموحاتها ومستقبلها، فإذا بهم قد سقط في إدراكهم وعرفوا في قرارة أنفسهم، أن هذا فقه وفقيه لا يخدم إلا الأعداء، ولا يمكّن إلا لبقاء الطغيان.
لقد درسنا الاسلام وعلمناه، ولا يمكن أبدا أن يكون ديننا وتعاليمه بهذا الخزي العجيب...ولكنهم للأسف جرفتهم العصبية العمياء للشيخ الذي يرونه معصوما.
لكن مما أثار دهشتي وحيرني كثيرا في طبيعة بعض العقول وتفكيرها، حينما هيّأ الله لنا أن نردّ على بعض تلامذة الشيخ المتعصبين له، ونظهر لهم بالأدلة والعلم وأقوال العلماء خطأ كاهنهم، إذ بأحدهم يقول بعدما تبين له الدليل والبرهان: يكفي أن الشيخ ألف أربعة كتب في هذا الموضوع.
ضحكت كثيرا جدا؛ فصاحبنا يريد أن يُفهمنا أن كون الشيخ ألّف أربعة كتب في الموضوع؛ فذلك حجة وأقوى الأدلة على صدق دعواه، وأنه أعلم الناس بالموضوع وأحقهم بالحديث فيه، وأنه لا يمكن أن يُخطئ في أمره.
ويبدو أن الشاب المفتون بشيخه لا يعرف طبيعة العلماء المتلونين المؤدلجين، فهو على استعداد أن يُحل الحرام ويحرم الحلال بما يتماشى مع هوى أسياده الذين يأمرونه ويوجهونه.
ولأن لديهم عقيدة فوق عقيدة الإسلام نفسِه هم يعرفونها جيدا، ولا داعي لذكرها.
وانا أتعجب واتساءل: هل معنى أنني ألفت كتابا فذا موضوع ما، أنني أحق الناس بأمره والحديث فيه، وأنني لا أخطئ فيه؟
إن الدكتور علي جمعة له كلام عن ابن تيمية يكاد يرفعه لمراتب النبوة، فلما صار مفتيا وظهرت له مصالح أخرى أخذ هو وفصيله يلعنون الإمام ابن تيمية.
وأنا أقول لهذا الشاب: أولى بشيخك ان يمزق كتبه أو يحرقها أو يبيعها لمحال (الروبابيكيا)؛ فهي كتب منكرة ما أُلّفت إلا لنصرة الباطل على الحق، وأن كاتبها تكلف نفسه بما لا طاقة له، فالرجل كان طبيب أطفال، لم يجهد نفسه وهمته في العلم من جذوره حتى يتأهل لأن يُفتي في مثل هذه المسائل الكبرى التي لا يفطنها إلا عالم قدير جدير.
يمكن للشيخ برهامي أن يتكلم في حكم اللحية والنقاب وتقصير الثياب، فمثله وتياره يفقهون جيدا مثل هذه القضايا، أما ان يتكلم في الجهاد وتحرير الأرض والعرض؛ فسوف تصيبنا نكبة ونكسة إن اتبعنا كلام أمثاله.
وحينما ضج الأمر وتأججت الفضيحة حاول الشيخ برهامي أن يصحح قصده أو يلطّف قوله، ولكنه لا يعلم أن من الأخطاء مالا يغتفر، وأن هذا الخطأ بمثابة الختم الناري الذي يختم به على سمعته واسمه وتاريخه ومذهبه وتياره؛ فالأمة يمكن أن تغفر كل شيء إلا الخيانة أو ما يقاربها.
وختاما، أقول لهذا الشاب وأمثاله: كان الأولى بك أن تتبع الحق وحده وأن تتمثل قول الإمام علي -كرم الله وجهه-: اعرفوا الرجال بالحق، ولا تعرفوا الحق بالرجال.
وتأملوا ما قاله فارس الدعوة الإسلامية، الشيخ المرحوم/ محمد الغزالي -رحمه الله-:
"علمني ديني ألا أنظر بتهيب إلى من قال، ولكن أنظر بتأمل إلا ما قيل".
هدانا الله وإياكم إلى سواء الصراط🤲