كنت على يقين كبير وأنا أضع هذا الكتاب منذ أكثر من عقد من الزمان، أن الأمة في أمس الحاجة إلى مثله، والتأكيد على موضوعه، وما زلت إلى اليوم، على قناعة تامة، بحاجة قطاعات كبيرة ممن يلوكون الإسلام بأفواهمم، ويزعمون انتماءهم له، أنهم في أمس الحاجة إليه، حتى يتعرفوا على الهدى القرآني، السلوك المحمدي، في معاملة الفجرة والعصاة، بالرفق واللين والرحمة والإشفاق.
ما يحدث اليوم من وحشية الهجوم على المنحل أو الفاسق، ليس من هدى الإسلام، ولا من أخلاق نبيه الكريم، ولا سلوب صحابته الأوفياء.. لكن قوما يحبون دوما أن يسلكوا أسلوب الهمج والرعاع في دحر العصاة، فيهدمون أكثر مما يبنون، ويمكنون لعدوهم أن يغرس أنيابه في أكتافهم.. بل في كتف الإسلام نفسه، حينما مثله هؤلاء الغاضبون بلا وعي ولا فهم.
كتبنا مقالا يعيب على المتدينين سخريتهم من الفنانة ميرفت أمين، ولم يكن الهدف، إلا أن يظهر المسلم بسموه الخلفي، حتى ولو مع عدوه، فظن البعض، أننا نحيي تاريخ المرأة، ونقر ما كانت عليه، وانساقوا في أوهام ردودهم، وأرادوا بجهالة فاضحة، أن يضعوني في موضع التعاطف مع العري، والمؤيد للانحلال.
وهذا لا شك عماء منهم، وغشاوة على بصائرهم، وبلاء طبع على أفهامهم، فإن غايتي الكبرى التي انتهجتها منذ زمن، أن الأدب ميزان المسلم، والخلق سلاح الداعية، وحينما يتجرد منهما، فلا قيمة له، ولا كرامة لدعوته.
إن صفحات العلمانيين ونباح خالد منتصر تعج بتعرية المتنمرين، ويخاطبون العالم والدنيا بانحطاط صورتهم الإنسانية، حينما تنمروا على امرأة سحقها الزمن، وارتسمت على وجهها تجاعيد الأيام.
أدعوا هؤلاء المتشنجين، أن يطالعوا هذا الكتاب، عسى أن يتعلموا، وتنخلع عن قلوبهم الغشاوة، فترتقي أذواقهم، وتسموا عواطفهم، ويتعلموا أدب محمد صلى الله عليه وسلم.