عجب عجب.
لعنك الله يا كل أديب تشوه الحقيقة.
لعنك الله يا كل شاعر تقلب الميزان.
لعنك الله يا كل مفكر تزيف البرهان.
لعنك الله يا كل كاتب تقلب الحق باطلا والباطل حقا.
هل تتخيل يوما أن يكون هناك من يدعي أن أبا جهل لعنه الله، بطل شامخ ما خالف محمدا إلا من أجل تراثه وعاداته ووطنه؟!
هل تتخيل يوما أن يكون هناك من يجعل من ابن نوح.. الذي نطقت الآيات البينات بكفره وإعراضه عن الهداية، بطلا يحب وطنه ويفديه ويفضل أن يموت فيه ويرفض النجاة حبا في هذا الوطن.
إنها الفكرة الفاجرة والقصيدة الملعونة التي نطق بها أمل دنقل في قصيدته مقابلة خاصة مع ابن نوح.
يقول أمل:
جاءَ طوفان نوحْ.
ها همُ الجُبناءُ يفرّون نحو السَّفينهْ.
بينما كُنتُ..
كانَ شبابُ المدينةْ
يلجمونَ جوادَ المياه الجَمُوحْ
ينقلونَ المِياهَ على الكَتفين.
ويستبقونَ الزمنْ
يبتنونَ سُدود الحجارةِ
عَلَّهم يُنقذونَ مِهادَ الصِّبا والحضاره
علَّهم يُنقذونَ.. الوطنْ!
.. صاحَ بي سيدُ الفُلكِ قبل حُلولِ
السَّكينهْ:
"انجِ من بلدٍ.. لمْ تعدْ فيهِ روحْ!"
قلتُ:
طوبى لمن طعِموا خُبزه..
في الزمانِ الحسنْ
وأداروا له الظَّهرَ
يوم المِحَن!
ولنا المجدُ نحنُ الذينَ وقَفْنا
(وقد طَمسَ اللهُ أسماءنا!)
نتحدى الدَّمارَ..
ونأوي الى جبلٍِ لا يموت
(يسمونَه الشَّعب!)
نأبي الفرارَ..
ونأبي النُزوحْ!
كان قلبي الذي نَسجتْه الجروحْ
كان قَلبي الذي لَعنتْه الشُروحْ
يرقدُ الآن فوقَ بقايا المدينه
وردةً من عَطنْ
هادئاً..
بعد أن قالَ "لا" للسفينهْ
.. وأحب الوطن!.
=====================
أي منطق أخرق يتقول به شاعر مهووس، لا يأبه لقضية الهداية، ولا يعبأ بدعوة التوحيد، ليكون الوطن فوق الله وفوق الدين وفوق الحق، وما هو الوطن.. ولكنه الكفر البواح والكبر المستطر، والإعراض الشائه الخبيث من قون نوح وولده وزوجه.!
الص*ليبي لويس عوض خرج في صحيفة الأهرام يستهل هذا الهرف المارق بمقدمة يبارك فيها توجهها ويشيد بصاحبها، ويزعم أنها تضيف مفهوما جديدا للوطنية ، ويرى أن في القصة إشارات جديدة تدل عليها يجب أن تتطور على مر الزمان.
وهكذا يكون العبث بوحي السماء من أناس لا خشية لهم من الله، وهم يتجرؤون على هديه بهذه الصورة الجائحة المنكرة، فيتحول الابن الفاجر الكافر إلى بطل مقدام ووطني كبير، ويتحول نوح ومن معه إلى جبناء باعوا الأرض وفرطوا في العرض.
بل تتحول امرأته كذلك إلى سيدة بطلة صامدة قدرت معنى الوطن في الوقت الذي جحده نوح وفرط في بلاده ووطنه. ويقرأ المسلمون مثل هذا الهراء فيصفقون ويبتهجون لإبداع أمل، وبيان أمل، وروعة أمل، وما هو إلا ناطق بلسان الشيطان، أما قضية التوحيد، والدعوة إلى الإسلام فإنها كانت دعوة مجحفة ضد الوطن وضد من أحبوا الوطن وعشقوا ترابه بصدق ووفاء.
ويالها من محاولة آثمة للعدوان على كلام الله، وطمس معالم الدين، وتمييع صارخ لقضية الإيمان.
ان الأمة التي تنقلب فيها الحقائق وتصمت وتصفق لألسنة الشيطان فيها، لهي أمة هاوية ضائعة تائهة، تستحق أن يعبث الفجرة في عقول أبنائها ليزيدوهم إفكا وإضلالا.
فلتنزل لعنة الرب على كل من يعبث بسلطان القرآن، ولتمطر السماء لهيبا على كل أفاق لا يعظم شعائر الله.
يقولون: إن والده كان عالماً من علماء الأزهر الشريف مما أثّر في شخصية أمل وقصائده بشكل واضح.
ولا أعلم ماذا يكون لو لم يكن والده من علماء الأزهر.. ولا أعلم ماذا يكون الحال لو لم يؤثر فيه؟!
أنا أحب أمل وتطربني أشعاره، لكنني أكره الشطط وأبغض العدوان على الدين، وأجعل من قلمي مقصلة على كل قلم يشاحن هدي السماء.