ياويل المرأة حينما يسود قلبها، أو ياولينا نحن حينما يَسَّودُ قلب المرأة..لا تقنعني بأن الحالة التي سأحدثك عنها الآن من حال الرجال والنساء معا، ذلك لأنني وجدت وحشيتها وفرط جورها باديا في النساء أكثر من الرجال.
رأيت كاتبة ناشطة تلعن التيار الديني، وتصف رجاله بالنفاق والشقاق وسوء الأخلاق، وكل من أطلق لحيته في عقلها منافق، وكل من دعا إلى هدي مداهن، وكل من يقول دين ويأمر بمعروف أو ينهى عن منكر، فهو في حقيقته ذئب يتخفى وراء الدين ويجعل حديثه ستارا يتوارى خلفه.
وهكذا لا يمكن أن يتسرب إلى روعها أن هناك متدين صادق، أو ملتزم صاحب دين ورسالة.
لم تكتف هذه المرأة عند هذا الحد من السخط والكراهية، وإنما سارعت لتكتب كتابا هجوميا عنيفا على التيارات الدينية وجماهير الملتزمين، تصفهم بأفجع الصفات، وتكشف في صفحاته حسب ظنها أسرارا وخفايا جسدت فضائح هائلة اعتقدت هي أنها هدمت مستقبل الدعوة الدينية في مصر وربما في العالم العربي والكرة الأرضية.
كانت اتهامات المرأة عجيبة بشعة لا رحمة فيها، ولا تستند إلى صدق أو عقل، كنت تشعر في سطورها بغل متقد وسعار شائط، ينبع من جحيم حقد لا حد له، كنت تشعر فعلا أن الحقد هو الذي يكتب وينطق، وليس العقل والانصاف.
ويوما ما جالستها وأخذت أحاورها حوار الهادئ المتزن الذي يناقشها في كل دعواها بمنطق وحكمة، في محولي مني لردها عن هذا الغي وهذا الشطط المريع.
ولما توغلنا في الحديث، أخبرتني أن كل كلامها نابع من حقيقة وواقع، قلت لها من أين هذا الواقع؟
صمتت قليلا وقالت لي كان زوجي من هؤلاء.. ورأيت منه أبشع صنوف البلاء، قتل إنسانيتي ولم يرحم ضعفي.
انفجر أمامي قلب المرأة عن مخزون هائل من الجحيم النفسي المتقد في صدرها والمكتوم في بين ضلوعها، انفجر كأنه بركان يرمي بالحمم المهلكة.
الان عرفت السبب، وعرفت أصل الحكاية، ومنبع الكراهية، وبيت الداء.
القضية إذن ليس قضية فكرية أو مركة أيديولوجية، وإنما محنة أسرية، كان سببها زوج ينتمي للمتدينين، ولم يكن على المستوى الجيد الذي يؤهله لهذا المسار، فلما ذاقت منه الويلات، لم تجد غير انتماءه لتصب عليه اللعنات والويلات.
أكثر من امرأة في الحياة إذا وجدت كراهيتها المفرطة التي تخرج أحيانا عن حدود المنطق، ابحث خلف ذلك كله، لتكتشف أن وراءه ومنبعه رجل أو زوج تسبب في عقدة هذه المرأة.
قلب المرأة حينما يحقد ويتلوث بالكراهية، لا يفسد نفسها فقط، وإنما يفسد الحياة والمجتمع، ويمتد إلى كل مكان حتى الجماد.
ويا نكد الدنيا حينما يكون لها أولاد لتربيهم على هذه الكراهية، وترضعهم من هذا الحقد.
المرأة إذا عرف قلبها الحقد، لا يمكن أن تخاطبها أو تطالبها بالإنصاف أو تدعوها إلى كلمة سواء، لن تسمع لك ولن تقبل منك، لأن عقلها يتهاوى أمام عواطفها.
الحق تعالى يقول ولا تزر وازرة وزر أخرى.
لكن غضبة المرأة عاصفة لا تميز ونارا تأكل الأخضر واليابس.