كنت والله أسبه وأسخط عليه وأصب عليه من لهيب قلمي ما يفتح الله به علي، وكان تلامذته الوقحون يدخلون علي ينالون مني ويقولون لي: غدا يوم القيامة سينتقم منك الشيخ ويأخذ حقه.
ويعلم الله أنني من أشد الناس خوفًا من ظلم الناس وحسابي عند ربي في أذيتهم، إلا أنني والحق يقال: لم تأخذني من هذا الرجل أي موجة من شعور بندم أو مظلمة، بل كنت أرى نفسي أنني لم أوفيه حقه من الأذية والنكال.
لكن أمرا كان يحزنني أن بعض الناس رغم أخطائه الفادحة يتعاطفون معه ويعتقدون فيه العلم ويريدون أن يطبقوا عليه حرمته.
حتى جاءت المحن وجزا الله المحن خيرا لأنها عرت وكشفت وبينت لنا حقائق المنافقين وهتكت أستارهم ليتبدى لنا قباحة لا نظير لها.
قل لي بالله عليك: من يقدر على مساعدة المحتلين ويشرع لظلمهم وطغيانهم كما يفعل شيخ السوء، من يكفر بحق الإخوة الإسلامية ويسر لدم الأبرياء كما يفعل رجل تدثر بدثار الإسلام وهو منه بريء.
بئس العالم أنت وقبح الله لسانا ينطق بالزور.
أي إسلام وأي شرع يدعي الرجل أنه يعلنه وينطق به.
والله للإسلام منه بريء والرسول منه بريء والقرآن منه بريء.
دم المسلم الذي تهتز له السماوات والأرض، وتزول أمامه حرمة الكعبة ذاتها، يأتي داعية الرخص ليبيحه بفتاوى عاهرة.
دائما أتساءل ما هي طبيعة العقول التي تجلس إلى مثل هذا الرجل وأي إسلام وفقه يتلقونه على يديه، إن هؤلاء ليجسدون في حياة الأمة الإسلامية قنابل موقوته تهدم الدين وتزيف حقائقه.. كان من الممكن أن نقول: إن الرجل مأمور بهذا أو أن هناك من ضغط عليه بهذا الحديث الظالم، لكن الرجل يقرأ ورقة قدمت إليه أي أن هذا فهمه ووعيه وإدراكه.
قارن بين صاحب هذه اللحية الزائفة وبين العالم الأزهري الجليل محمد أبو موسى الذي صرخ صرخة حق لعن بها الأعداء وغدرهم، وواسى بها الأبرياء في حتفهم. هكذا العالم وقت المحنة إن لم يسعه أن ينطق بالحق فلتعبر عنه الدموع.
لكننا اليوم نشهد رجلا عجبا وليته صمت ولم يخرج علينا باسم الإسلام والفتوى بما يجعلك تشك أن هذا الكلام يخرج أساسا من مسلم.. يا رجل نحن لا نطالبك بحرب أو أن تكون داعية جهاد، كنا ننتظر منك عطفا تجاه إخوانك أو غضبة يتقد نارها في صدرك على عدونا وعدوهم، كنا ننتظر منك وقد جاءك السؤال أن ترفع أكف الضراعة إلى الله أن يهلك القتلة الفجرة.
لكن ما أشد برودك وأقبح هيأتك.!
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
لكن العقول الحية والضمائر النابضة مازالت والحمد لله ترفض هذا الإفك وتمجه أذواقها التي تشربت الإسلام والدين والمروءة وعرفت معاني الإخوة الإسلامية، فاندفع كثيرون يستهزئون بهذا الخرف والجهل والافك الذي يشبه إلى حد بعيد فقه العملاء.
نعم هذا الفقه.. هو فقه العملاء وليس فقه الإسلام ولا الشريعة ولا الهدي الرباني
قال القائل واصفا هذا العهر الذي تلبس بلباس الدين:
"ليته أخرس لسانه؛ وما أنبت بنانه؛ سكت دهرا؛ ونطق فجرا؛ باع دينه بدنيا غيره؛ فلا ربحت تجارته؛ ولا راجت بضاعته؛ قبح فعله؛ وبدى للقاصي والداني خطره"
وقال آخر: "نفاق برهامي مفضوح جدا، والسلفية من هذا الصّنف عُبّاد التبعية المطلقة لرموزهم وهذا داخل في الشرك بالله.. وكان الواجب ان ينفض السلفيون كلهم عن شيخهم فضيلة الحاخام اليهودي ياسر برهامي! ولكن لا أظن ذلك، لأن اتّباع شيخهم (الاتّباع نفسه) هو إلههم من دون الله! ولو صلى برهامي مستقبلا حائط المبكى لاعتقد السلفيون انها القبلة الجديدة ولولّوا وجوهَهُم شطره!!
ثم قال الاصور الجريء: "الأنبا ياسر برهاموس، كبير سلفجية حزب الزور، ورئيس ما يسمى بالدعوة السلفجية، ينتقد فتوى اتحاد علماء المسلمين بوجوب إعلان الجهاد، ويتغوط: "نحن الآن في معاهدة مع إسرا ئيل لا يجوز نقضها .. آه يا ابن...."
ثم وضع الشال صورته وقال يخاطبه: "ألم تتعلم ما يسمى بفقه التأدب في حضرة البلاء.. ألا ترى أن ما نحن فيه ليس وقت تنظير ليتك تشعر بمعاناة الثكالى واليتامي؟..."
لقد كانت سعادتي كبيرة وأنا أرى بعض أبناء التوجه السلفي الأحرار والأنقياء الملتزمين وهم يلعنون هذا الهوان ويسخطون على ذلك الانبطاح ويدعون الله أن يرمي بلعنته من ينطق به.