يا فاشرَ الغَيمِ، يا نَزْفَ القَصيدةِ! هَلْ تُرابُكِ خُلْدٌ أمْ حَطامُ فَنَاء؟
مَدينةُ الشَّمْسِ، كانَ المَجْدُ مِحْبَرَةً، سَطْرُ الوُجودِ، لَمْ تَكُنْ رَمَادَ وَثَنَا!
كَأنَّها العَرشُ في زَوبَعةِ القَدرِ، تَهَدَّمَتْ، وغَدا السُّلطانُ مُغترِبَا.
لا تَرْفُضوا دَمعاً بِبَحْرٍ جَمُّهُ، إنَّ الأُسُودَ لِضَعْفِها انْهَزَمَتْ!
مَنْ كانَ بُرجَ الحِصْنِ أيْنَ كِرامُهُ؟ هَلْ باعَ جيلٌ صَوتَ مَلحمةِ الغَدَاةِ؟
كانتْ مَواسِمَنا، كانتْ تَراتِيلَنا، صَوتُ الضُّحى اليَومَ باتَ نَدْبًا يُرَدَّدُ.
يا نَخلَةَ الصَّحْوِ، مَنْ أغرى عواصِفَها؟ سَيفُ الخِيانةِ في الأضْلاعِ قد رَقَدَا!
رِيحُ الجَهالةِ دَارَتْ حَيثُ مَدْرَسَةٌ، واليَومَ قِندِيلُ عِلمِ الحُرِّ ما وَقَدَا!
اِرْقُدي على جُرحِ العِزَّةِ الخالِدِ، رُبَّ الفَجرِ يَشفي صَرخَةَ الأبَدِ.
فَـالذِّكرَياتُ إذا ما شَيَّدَتْ ألَمًا، تَغدُو قِلاعًا ولو خانَ زَمَنُ الرَّدى.
كاتب وقاص ليبي





































