آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حسين درمشاكي
  5. قصة قصيرة/ سراديب الانعكاس الأخير

تلاشت اتجاهاتي، كإبرةٍ فقدت خيطها في ثوبٍ سحيق. تهاوت عروش أملي، كقصور رملية ابتلعها مدٌّ غادر، لتبقى روحي قماشًا ممزقًا ينتحب في صمت العدم، متوقةً إلى خيط قدرٍ لم يُنسج قط.

كل فجر، كان شبحٌ خافتٌ يلوح من النافذة المقابلة، ملقيًا بظله الباهت على زجاج روحي المتصدع. ومع كل مغيب، كان الشبح يغمض عينيه كغريق أصرَّ على الغرق. كنت أراهما يتلاشيان، روحين معذبتين تتعانقان في فراغ أوسع من الكون ذاته. ومع كل تلاشٍ لتلك الأرواح، بدأ صوت الحياة يتلاشى هو الآخر.
صار الصوت هشًّا كآخر رسالة تهمس بها شاشة زائفة: "وصلتُ بخير". وفي لحظات قليلة، ابتلع المحيط قاربًا وابتسامةً أخيرة، تاركًا خلفه صدى موحشًا لوعدٍ غُمر لم يُقدّر له البقاء.
أيقنتُ حينها أن هذا المحيط ليس بحرًا، بل هو العدم ذاته، حيث يبتلع عمق اليأس كل رسائل الأمل قبل أن تصل إلى ضفاف الوعي. كان اليأس يتبعني كظلٍّ يتراقص مع وجودي، يعلن سطوة الفناء، تاركًا خلفه شاهد قبرٍ بلا اسم، شهادة صامتة على عبثية الرحيل.
لكن فجأة، وفي قلب هذا العدم المطبق، تسلل لحنٌ شجيٌّ من زاوية الشارع البعيدة. مزّق الصمت المطبق كسكينٍ حاد، فأيقظ أرواحًا ظمأى في قلبي المتحجر. كان عازفًا أعمى، يداه تنسجان أوتار القدر، يُبصر من خلال لحنه ما لم تبصره عينَيَّ المنهكة.
دنوتُ، أسحب خطواتي المثقلة. وجدت العازف نفسه يرتجف، وآهةٌ حارقة تنبعث من أعماقه. قال بصوت مبحوح بالكاد سُمع: "لحني العذب لا يصدح إلا على إيقاع عبث العالم، وكل جمال ليس سوى صرخة وحيدة في صحراء اللامبالاة الشاسعة."
اهتز كياني لكلماته، فبصيرته كانت مرآةً كاشفة لعمائي، وعمى العالم أجمع. ظللتُ أترقب عند العتبة المشْرَعة. كانت بابًا مفتوحًا على فضاء من الوهم، حيث ظلال راقصة تسيطر على عقلي. ترقبٌ عقيم لخلاصٍ لم يأتِ أبدًا.
لم يأتِ أحدٌ، سوى ريحٍ عاتية حملت صدى خطواتٍ لم تُسمع قط. حينها أغلقت الباب على لا شيء سوى الفراغ. وعندما التفتُّ، أدركتُ أن الباب لم يُغلق على العدم الخارجي، بل على انتظاري أنا. وأن الفراغ هو الشريك الأبدي الذي يرافق الوجود دائمًا.
بحثتُ عن الضحكة المفقودة في متاهات الصور البالية، في رفات الذكريات المتآكلة. وجدتها، ما زالت ترتعش في تجاعيد مرآةٍ مهشّمة، كشبح أملٍ يراقص رفات ماضٍ محروق، يذكرني بسعادةٍ اندثرت تحت رمال الألم. كان صوتها صدى لشمسٍ غاربة، لم تعد تُشرق أبدًا.
وحين انطلق القطار، مزّق صرير احتكاكه بالقضبان آخر خيطٍ رفيع من شفق الوجود، معلنًا نهاية كل شيء. لوّحتُ بيدٍ ارتجفت كقصيدة أخيرة لم تُكتب بعد. سمعتُ صوتًا يتردد في أذنيَّ، ليس صدى خارجيًا، بل همسًا من أعماق روحي: "لقد وصلتُ أخيرًا." لم يكن صوتًا غريبًا، بل كان صوتي أنا. ثم اختفى الكون كله في صمتٍ أبدي عميق.
التفتُّ إلى النافذة المقابلة، حيث لم يعد هناك شبحٌ يلوح، سوى انعكاسي الباهت. لا يبتسم، وحيدًا. وقد انفتحت الآن أمامي، لا أمامه، سراديب الانعكاس الأخير على العدم الذي كنتُ أهرب منه طوال حياتي. لأُدرك حينها أنني لم أكن أهرب من العدم، بل أهرب من نفسي؛ العدم الأعمق.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350542
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205161
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190264
4الكاتبمدونة زينب حمدي176683
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138485
6الكاتبمدونة مني امين118844
7الكاتبمدونة سمير حماد 112690
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103885
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101248
10الكاتبمدونة مني العقدة98580

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

561 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع