آخر الموثقات

  • يا أيها المُرهَق..
  • إلى هؤلاء!! 
  • الدواء علاج و خطر لنفس المرض .. لماذا ؟
  • شخصيتي الغير بريئة
  •  حوارا بين الله ونبي الله عيسى
  • خطبة الجمعة الموفقة
  • كل هذا الصخب
  • بما يدور بوجداني..
  • مرحلة الغريبين..
  • أكتوبر الأخضر.. بين ذاكرة الثورة وتحديات الحاضر
  • الوظيفة بين ضمير حي ومنظومة فاسدة 
  • ق.ق.ج/ وَشْمُ الأمانة
  • قصة قصيرة/ خطيئة المواطن المُزيف
  • رواية العلم نور - الفصل الخامس - الجزءالثاني
  • قصة قصيرة: بعينٍ واحدة على العالم
  • إنهم يعبدون الجسد
  • خبّازُ الضوء
  • لا يبرح صدر من أحب
  • الوحدة رفيقتي
  • نعم، كنتُ أنا الطرف المخطئ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حسين درمشاكي
  5. قصة قصيرة/ قبضة الجوع

الشمس ترسم خطوطًا قاسية على رمال خان يونس، محفورة بعمق لا يقل عن تجاعيد الجوع التي شوهت وجوه الناس. في ذلك اليوم، لم يرتفع صوت الرصاص العالي، بل همس البطون الخاوية هو من اخترق الصمت. "أين أمي؟" همست زينب، الفتاة ذات السنوات السبع، لشقيقها الأصغر مصطفى الذي تشبث بثوبها المهترئ كخيط حياة أخير. عيناه الواسعتان، اللتان لم تعودا تريان سوى السراب، بحثتا في الأفق الغائم عن شبح أمٍ غابت منذ أن ذهبت لجلب الماء، أو ربما البحث عن لقمة طعام لم تعد تأتي. زينب تتمسك بذكرى واهنة لدفء فرن أمها ورائحة الخبز الطازج، ذكرى تتلاشى ببطء، مثل رسومات الأطفال على الرمل تمحوها الريح القاسية، تاركةً فراغًا باردًا لا يملؤه سوى وجع خفي في جوفها الصغير.

أميال قليلة عبر تراب مهزوم، في جباليا، لم يكن الحال أقل قسوة. حقول الزيتون التي كانت يومًا خضراء يانعة تحولت إلى أشباح من الأتربة المتشققة، عظام بيضاء تنهشها الريح الجافة. أمضى الحاج محمود، الرجل الذي عاصر حروبًا ووطأ تراب هذا البلد بقدمين راسختين، أيامه جالسًا على عتبة بيته المهدم جزئيًا. عيناه لا تنظران إلى الأفق البعيد، بل تتأملان فراغًا داخليًا يوازيه فراغ الأرض القاحلة من حوله. "لم نرَ جوعًا كهذا من قبل يا بني،" تمتم لابنه العائد من رحلة بحث فاشلة، صوته يعانق الصمت المؤلم الذي يلف المكان. "الأرض كانت تعطينا بغير حساب، والآن تأخذ منا كل شيء... حتى القدرة على رؤية الغد." هذا الصمت، ثقيلًا كأكفان الموتى، يقطعه أحيانًا نحيب طفل يتيم يخفت ببطء في خيمة مجاورة، أو أنين شيخ يصارع المرض والموت البطيء. تلك الأصوات، وإن خافتة، صدى للجوع الذي يلتهم كل شيء حوله.

في قلب غزة، المدينة التي ضجت يومًا بالحياة وصخب الأسواق، أصبحت الشوارع الآن ممرات للأشباح، يتخللها صمت موحش. المنازل المهدمة تقف شاهدًا صامتًا على قصة دمار لم تروَ بعد. حنان، الممرضة التي لم تعد تجد دواءً لمرضاها سوى الماء المالح وبعض الكلمات المعجزة، تتنقل بين الخيام المكتظة. تحمل في يديها القليل، لكن قلبها المكسور يفيض بمواساة لا تنتهي. في خيمة مظلمة، وجدت امرأة تحتضر، طفلها الصغير يمسك بيديها الباردتين، عيناه تحدقان في الفراغ. لم يكن بوسع حنان سوى الجلوس بجوارهما، تقرأ ما تيسر من آيات القرآن، وتحبس دموعها التي رفضت الجفاف. في تلك اللحظة، لا تشعر بالإرهاق الجسدي فحسب، بل بثقل وجودي خانق، كأن وزن العالم كله سقط على كتفيها. كل ما تعلمته في كتب الطب بدا بلا معنى أمام هذا العجز الكلي، وشعور لاذع بأنها مجرد شاهدة عاجزة على نهاية عالم، يتسلل إلى أعماق روحها ويجمدها.

القلوب في خان يونس وجباليا وغزة تخفق بنبض واحد، نبض الجوع الذي وحدها في بئر عميق من الألم. الأمهات يراقبن أطفالهن بقلوب ممزقة، كل نبضة فيها صرخة مكتومة تكاد أن تمزق الصدر. العاجزون يتمنون الموت لإنهاء معاناتهم، بينما الأطفال، ببطونهم المنتفخة وأجسادهم الواهنة، لا يفهمون لماذا اختفى الطعام ولماذا أصبحت بطونهم تؤلمهم بهذا الشكل المرير. لا يوجد حديث عن السلام أو الحرب، بل عن قطعة خبز، عن شربة ماء، عن يوم جديد قد يحمل معه بصيص أمل. لكن الأمل، كالغذاء والماء، أصبح عملة نادرة في زمن الجوع العظيم الذي اجتاح الأرض، مخلفًا وراءه أرواحًا معلقة بين الحياة والموت، ورمالًا صامتة لا تحمل سوى شهادة قاسية على عالم أدار وجهه تاركًا إياهم للنسيان.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة خالد العامري
4↓الكاتبمدونة غازي جابر
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↑2الكاتبمدونة هند حمدي
7↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
8↓-1الكاتبمدونة خالد دومه
9↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑22الكاتبمدونة سارة القصبي135
2↑21الكاتبمدونة شرف الدين محمد 210
3↑12الكاتبمدونة عزة الأمير143
4↑8الكاتبمدونة رشا ماهر111
5↑8الكاتبمدونة خولة سعيدان138
6↑8الكاتبمدونة سالي علاء الدين177
7↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)157
8↑7الكاتبمدونة شيماء حسني216
9↑6الكاتبمدونة احلام السيد68
10↑6الكاتبمدونة محمد جاد90
11↑6الكاتبمدونة آيات القاضي120
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1105
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب703
4الكاتبمدونة ياسر سلمي670
5الكاتبمدونة اشرف الكرم586
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري511
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني433
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين426
10الكاتبمدونة سمير حماد 407

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب354551
2الكاتبمدونة نهلة حمودة209688
3الكاتبمدونة ياسر سلمي193148
4الكاتبمدونة زينب حمدي177415
5الكاتبمدونة اشرف الكرم140756
6الكاتبمدونة مني امين119397
7الكاتبمدونة سمير حماد 114258
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي105589
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين103922
10الكاتبمدونة مني العقدة99854

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
2الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
3الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
4الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
5الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
6الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
7الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
8الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
9الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
10الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19

المتواجدون حالياً

598 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع