آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حسين درمشاكي
  5. قصة قصيرة/ نبض في العدم

على أرض موحشة، اختنق الأفق بضباب كثيف يلتف كالقبضة الباردة. خطوات ثقيلة تتجرع طعم العدم، وأغصان عارية تئنّ لرياح قاسية كأنها هياكل تهمس بحكايات الموت القديمة. شعرها البني انسدل كشلال جامد على كتفيها، وثوبها الأبيض يرفرف كشراع ممزق مع كل هبة ريح. عيناها حملتا ثقل حزن سحيق: قلق وأسئلة معلقة عن سبب وجودها ومكمن النجاة.

وفوق حيرتها، بدأت ظلمة متحركة تتشكل فوق رؤوسهم؛ كيان هائل يتنفس ببطء مؤلم، يضيء بوهج شاحب يكاد يلتهم الضباب. كانت رئتا الموت تتوسعان وتنكمشان كآخر أنفاس عالم يحتضر، وكل شهيق يسحب جزءًا من الروح المحيطة، محولًا الشرايين المتوهجة فيه إلى أغصان شجرة ميتة. انكمش صدر فاطمة، وكأن هواءها يُسحب قسرًا، وتسلل برد عميق إلى عظامها. لم يكن هذا الكيان مجرد مشهد، بل وحش يبتلع، يحيل كل أمل إلى رماد.
اندفعت فاطمة بخطوات متعثرة نحو نقطة ضوء خافتة في الأفق. بعيدًا، لاح ما بدا وكأنه عش غراب أسود متربص، سرعان ما تبين أنه هيكل طائرة جاثمة فوق بناء مهجور، نوافذها كأعين الموتى التي تحدق في الفراغ. كانت هذه المدينة الخربة تلفها وتبتلعها شيئًا فشيئًا. الطائرة، بقية صامتة، كانت تهمس بقصص مدن أُبيدت ومستقبل تلاشى، محذرةً إياها من مصير محتمل.
حولها، لا شيء سوى قبور صامتة، شواهدها تحكي قصصًا لم تكتمل، بعضها بلا أسماء كأن أصحابها لم يطأوا الأرض قط. كل قبر كان صرخة صامتة مدوية في هذا العالم الميت. شعرت فاطمة بثقل الوجود يضغط على صدرها، وكأنها هي الأخرى قبر ينتظر اسمه، يائسة من أي أمل في النجاة. هل هذا هو المصير؟ هل ستختنق هنا، لتصير مجرد صدى آخر في هذا العدم؟
فجأة، لمعت حولها أضواء خضراء وزرقاء خافتة. يراعات مضيئة تتراقص، ليست مجرد حشرات، بل أرواح شهداء تحمل حكايات مدن دمرتها الحروب والأوبئة. بدأت تسبح حولها، لا بحثًا عن مخرج فحسب، بل تطوف كحراس، وكمنارات توجهها. شعرت وكأنها تهمس بقصص الفناء والأمل الخفي الذي لم ينطفئ. كلمات لم تسمعها بأذنيها، بل بقلبها المنهك، دعوة خافتة للمقاومة بدأت تتغلغل إلى روحها.
لم تكن فاطمة وحدها تمامًا؛ بين القبور، لمحت رجلين. أحدهما يقرأ كتابًا ممزقًا تحت ضوء خافت، والآخر يستمع إليه بإنصات شديد. في عيونهما بارقة أمل خافتة رغم الدمار، كأنهما يحرسان شعلة معرفة لن تنطفئ. شعرت برغبة عارمة في الوصول إليهما، وكأن وجودهما رابط أخير بالعالم الذي عرفته، ودليل صامت يذكرها بأن المعرفة السلاح الأخير ضد العدم.
كل خطوة مثقلة قربتها من فهم أعمق. رفعت عينيها نحو الرئتين الهائلتين اللتين كانتا تنتفخان وتنكمشان ببطء مخيف، ثم إلى الرجلين اللذين بدا وكأنهما ينتظران شيئًا ما، فالطائرة التي كانت رمزًا لماضٍ ولى، وأخيرًا اليراعات التي أحاطتها الآن كوشاح من الأمل. في تلك اللحظة، وبينما اليراعات تتراقص حولها كوشاح من النور، أدركت فاطمة أن هذه ليست مجرد حشرات، بل نبضات أرواح رفضت الاستسلام. القبور لم تعد مجرد صخور باردة، بل حكايات حية تهمس بالبقاء، والمدينة المتهدمة لم تكن خرابًا، بل مستودعًا لذكريات لم تمت بعد. لم تكن هذه مجرد رؤية، بل حقيقة استقرت في أعماقها.
ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيها، لم تكن سعادة بقدر ما كانت وهج إدراك عميق. لقد فهمت. لم تكن تسير في عالم موحش بحثًا عن النجاة، بل كانت تسير في قلب الموت ذاته، ليس كضحية، بل كجزء من دورته الأبدية. في تلك اللحظة الحاسمة، انبعث نور خافت من أعماقها، نور لم يأتِ من الخارج، بل كان ضوء كيانها هي. كانت فاطمة نفسها يراعة، لم تأتِ لتروي حكايتها فحسب، بل لتكون هي الحكاية، لتكون الضوء الذي يولد من قلب الظلمة ليُعلن أن الحياة، مهما كانت خافتة، لن تنطفئ أبدًا.
ضوؤها الخافت، الذي كان بالكاد يُرى، سطع الآن بقوة أكبر، يتراقص متحديًا ظلام العدم. رفعت بصرها نحو رئتي الموت الهائلتين، لم تعد تشعر بالخوف، بل بنبض مقاومة داخلي. اتجهت بخطوات ثابتة نحو الرجلين، نحو شعلة المعرفة الخافتة تلك، نورها يتقدمها، شاهدًا أن الموت ليس النهاية، بل بداية لضوء لا ينطفئ؛ ضوء يقاوم، يضيء، وينتصر.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334093
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190117
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181617
4الكاتبمدونة زينب حمدي169797
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130987
6الكاتبمدونة مني امين116794
7الكاتبمدونة سمير حماد 107896
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97980
9الكاتبمدونة مني العقدة95069
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91865

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1060 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع