آخر الموثقات

  • تعبير حلو في الشارع
  • يا أيها المُرهَق..
  • إلى هؤلاء!! 
  • الدواء علاج و خطر لنفس المرض .. لماذا ؟
  • شخصيتي الغير بريئة
  •  حوارا بين الله ونبي الله عيسى
  • خطبة الجمعة الموفقة
  • كل هذا الصخب
  • بما يدور بوجداني..
  • مرحلة الغريبين..
  • أكتوبر الأخضر.. بين ذاكرة الثورة وتحديات الحاضر
  • الوظيفة بين ضمير حي ومنظومة فاسدة 
  • ق.ق.ج/ وَشْمُ الأمانة
  • قصة قصيرة/ خطيئة المواطن المُزيف
  • رواية العلم نور - الفصل الخامس - الجزءالثاني
  • قصة قصيرة: بعينٍ واحدة على العالم
  • إنهم يعبدون الجسد
  • خبّازُ الضوء
  • لا يبرح صدر من أحب
  • الوحدة رفيقتي
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حسين درمشاكي
  5. قصة قصيرة/ خبز الحرب

في مدينة تلفظ أنفاسها الأخيرة تحت وطأة حصار لا يرحم، حيث الجدران تتآكل كأجساد أرهقها الجوع، والأزقة تئن تحت وطأة الخوف المطبق، كان يوسف يختبئ خلف رغيف ضخم، يابس كقلب جلاد قاس. لم يكن هذا الرغيف طعامًا يُرتجى، بل كان ساتراً واهيًا من وحش محدق. أسلاك شائكة غائرة في قشرته الصلبة، تحوله إلى كرة معذبة، تبتلع ببطء ما تبقى من أمل باهت.

عينا يوسف الصغيرتان كانتا نافذتين على هاوية لا قاع لها. تريان وحشية كامنة في صمت الخراب، وفي بريق الأسلحة البعيدة الذي ينعكس على الجدران المنهارة. كان الرغيف سجنه ورفيقه الوحيد في هذا العالم المتصدع. كل شظية كانت تخترق الجدار القريب، تحدث شرخًا جديدًا في قلب يوسف، وفي قشرة الرغيف اليابسة التي أصبحت مرآة لآلامه.

همس يوسف، صوته خافت كحفيف أجنحة مكسورة: "أمي، هل خبز الحرب طعمه مر كالدمع؟" لم يسمع جوابًا سوى صدى أنفاسه المتعبة التائهة في الفراغ.

فجأة، اهتز الرغيف بقوة لم تكن لقذيفة، بل كانت يد صغيرة أخرى، ملطخة بالغبار، تمتد نحوه من الجهة المقابلة. يد أصغر من يده، تحمل قطعة صغيرة من فاكهة ذابلة، كأنها آخر ما تبقى من عالم جميل. نظر يوسف بدهشة؛ كان علي، الطفل الذي فقد عائلته قبل أيام، وبقي وحيدًا يواجه مصيره.

تقاسما الفاكهة اليابسة بصمت مقدس، صمت يختزل كل مآسي الحرب وكرم البشرية في آن واحد. بينما كانا ينهشان الفاكهة المريرة، بدأ الرغيف الضخم يهتز بعنف أكبر. بدأت الأسلاك الشائكة تنغرز بعمق في داخله، وكأن وحشًا خفيًا ينمو ويتمزق من الداخل، مستعدًا للانقضاض.

ارتعبا. لم يعد الرغيف ساتراً؛ لقد كان فقاعة زمنية واهمة أوشكت على الانفجار. وفجأة، تمزق الرغيف المعذب، لا بدوي مزلزل يمزق الصمت، بل بهدوء غريب يخفي وراءه فزعًا أعظم. تحولت الأسلاك الشائكة إلى سيقان قمح ذهبية لامعة، وتفكك الرغيف اليابس إلى آلاف الحبوب الذهبية المتلألئة، انتشرت في المكان كبذور أمل مفاجئ زرعت في قلب الخراب.

وجد يوسف وعلي نفسيهما وسط حقل صغير من القمح الذهبي، ينبت من قلب الدمار الذي كان يحيط بهما. لكن المفارقة الصادمة كانت في تلك الحبوب الذهبية البراقة. لم تكن حبات قمح عادية تبشر بالخير، بل كانت "أسنان" ذهبية صغيرة، تلمع ببريق مرعب لا يوحي إلا بالمخاطر.

في تلك اللحظة، اخترق سمع الصبية صوت بعيد، لم يكن صوت قصف اعتاداه، بل صوت ضحكات مكتومة تقترب منهم ببطء مرعب. ومن بين الأنقاض المبعثرة، ظهرت وجوه شاحبة هزيلة، عيون جائعة تحدق فيهما بنظرات لم يفهمها الصغيران. كانت الوجوه تبتسم ابتسامة واسعة جدًا، تكشف عن أفواه خالية تمامًا من الأسنان، إلا من اللثة المكشوفة.

أدرك يوسف وعلي، في لحظة رعب مفاجئة كصاعقة نزلت على رؤوسهما، أن الرغيف لم يكن بذرة حياة، بل كان "فم" وحش جائع ابتلع كل شيء. وتلك الحبوب الذهبية لم تكن سوى أسنانه التي سقطت بعد أن شبع أخيرًا من وليمة لم يرها أحد. وحقل القمح الذهبي الذي ظهرا فيه لم يكن بشارة خير، بل كان آثار وليمة دموية انتهت للتو. أما الضحكات القادمة فلم تكن ضحكات إنقاذ، بل كانت ضحكات جوع جديد، تتجه نحو آخر من تبقى في هذه المدينة المكلومة.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة خالد العامري
4↓الكاتبمدونة غازي جابر
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↑2الكاتبمدونة هند حمدي
7↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
8↓-1الكاتبمدونة خالد دومه
9↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑22الكاتبمدونة سارة القصبي135
2↑21الكاتبمدونة شرف الدين محمد 210
3↑12الكاتبمدونة عزة الأمير143
4↑8الكاتبمدونة رشا ماهر111
5↑8الكاتبمدونة خولة سعيدان138
6↑8الكاتبمدونة سالي علاء الدين177
7↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)157
8↑7الكاتبمدونة شيماء حسني216
9↑6الكاتبمدونة احلام السيد68
10↑6الكاتبمدونة محمد جاد90
11↑6الكاتبمدونة آيات القاضي120
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1105
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب703
4الكاتبمدونة ياسر سلمي670
5الكاتبمدونة اشرف الكرم586
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري511
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني433
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين426
10الكاتبمدونة سمير حماد 407

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب354602
2الكاتبمدونة نهلة حمودة209813
3الكاتبمدونة ياسر سلمي193195
4الكاتبمدونة زينب حمدي177426
5الكاتبمدونة اشرف الكرم140805
6الكاتبمدونة مني امين119402
7الكاتبمدونة سمير حماد 114285
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي105623
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين103974
10الكاتبمدونة مني العقدة99878

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
2الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
3الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
4الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
5الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
6الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
7الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
8الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
9الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
10الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19

المتواجدون حالياً

1800 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع