آخر الموثقات

  • يا أيها المُرهَق..
  • إلى هؤلاء!! 
  • الدواء علاج و خطر لنفس المرض .. لماذا ؟
  • شخصيتي الغير بريئة
  •  حوارا بين الله ونبي الله عيسى
  • خطبة الجمعة الموفقة
  • كل هذا الصخب
  • بما يدور بوجداني..
  • مرحلة الغريبين..
  • أكتوبر الأخضر.. بين ذاكرة الثورة وتحديات الحاضر
  • الوظيفة بين ضمير حي ومنظومة فاسدة 
  • ق.ق.ج/ وَشْمُ الأمانة
  • قصة قصيرة/ خطيئة المواطن المُزيف
  • رواية العلم نور - الفصل الخامس - الجزءالثاني
  • قصة قصيرة: بعينٍ واحدة على العالم
  • إنهم يعبدون الجسد
  • خبّازُ الضوء
  • لا يبرح صدر من أحب
  • الوحدة رفيقتي
  • نعم، كنتُ أنا الطرف المخطئ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حسين درمشاكي
  5. قصة قصيرة/ الحريق

تسلّلت خيوط الفجر الأولى، خجلى، تنسج ظلالًا باهتة على جدران المنزل العتيق. كان سعيد يتأمل صفحات ديوانه المفضل، "رباعيات الخيام"، على وهج قنديل زيتٍ يحتضر. عقودٌ مضت وهو يعيش وحيدًا، لم تُؤنِسه سوى همس الكتب ودفء قهوته الذي لا يفارق أركان بيته. اليوم، كان ينتظر بشوقٍ زيارة حفيدته الوحيدة ليلى، زهرة عمره المتفتحة. لم يرها منذ سنوات؛ المرض الأخير أقعده عن السفر، حفرت على وجهه خطوط الانتظار العميقة.

فجأة، اهتزت الأرض من تحته، تبعه أزيزٌ غريب لم يألفه، صوتٌ يزحف كالأفعى الخبيثة ويمزق صمت الفجر. ارتدى نظارته السميكة، ومضى يخطو ببطء نحو النافذة، تتهاوى خطواته على أرضية الخشب البالية. وما إن أزاح الستار حتى تسمّر في مكانه، مُصعَقًا.

ألسنة لهبٍ صفراء وحمراء تلتهم كل ما أمامها بشراهةٍ مجنونة، بينما سحب الدخان الأسود الكثيف تعانق السماء وتخنق الأنفاس. الصراخ يتعالى، يمزق أستار الفجر الهادئ. الحيّ بأكمله يتوهج نارًا. لقد بدأ الحريق من منزل جاره، الذي اعتاد تخزين المواد سريعة الاشتعال فيه، وامتدّ بلا رحمة ليلتهم المنازل المجاورة واحدًا تلو الآخر. كان بيته الهدف التالي.

لم يعترِ سعيد ذرة خوف، بل خيّمت على وجهه سكينة غريبة، كأنه يترقب قدرًا محتومًا. تراجع أدراجه، غير عابئٍ بإنقاذ شيء: لا وثائق، لا مال، ولا حتى ديوانه النفيس. توقف أمام خزانة خشبية قديمة، فتحها بيدٍ ترتجف وداعًا، وأخرج منها صندوقًا معدنيًا صغيرًا، باردًا على لمسته. ابتسم ابتسامةً خافتة، فيما لمعت عيناه ببريقٍ غامضٍ يحمل سرًا.

في تلك اللحظة، اقتحمت ليلى الباب المفتوح على مصراعيه، شهقت بصوتٍ يائسٍ يكاد يبتلعه زئير اللهيب: "جدي! النار! لنخرج!"

مدّ سعيد يده ببطء شديد، كأنه يودع قطعة من روحه، حاملًا في كفه الصندوق المعدني. التقطت ليلى نظرة غامضة في عينيه، مزيجًا من الوداع والاطمئنان، فيما همس بصوتٍ خافتٍ تكاد تبتلعه ألسنة اللهب الزاحفة إلى الغرفة: "هذا لكِ يا صغيرتي. سرٌّ قديم، سيحفظكِ."

التقت عيناهما لحظة أخيرة. لمح في عينيها مزيجًا مؤلمًا من الحب والخوف. جذبته ليلى بقوة، لكنه أثقل خطاه، كأنما الأرض تمسكه بجذورها. لمحت يدها شيئًا يبرز من فتحة الصندوق، شعرت بصلابته وملمسه البارد، فانتشلته. كانت مفاتيح: حفنة متشابكة بحلقة صدئة، بعضها يعود لمنازل لم تعد قائمة إلا في غياهب الذاكرة، وبعضها لصناديق عتيقة طواها النسيان، وآخر لسيارة توقفت عن السير منذ زمن. كانت مفاتيح كل ما فقده في حياته: كل ذكرى تلاشت، وكل أمل مضى. لكنها لم تكن مفاتيح بيته الذي تلتهمه ألسنة النار الآن، وكأن القدر شاء أن تبقى هي وحدها حاملة أقفالًا بلا أبواب، وذكريات بلا مأوى.

انهار السقف فوقهما، دافنًا كل شيء، إلا تلك المفاتيح التي تشبثت بها يد ليلى بقوة.

كانت تلك المفاتيح آخر ما خلفه سعيد. لم ترث عنه ليلى مجرد ممتلكات مادية، بل إرثًا ثقيلًا من الفقد والذكريات المشتتة. ابتلع الحريق كل أمل في استعادة ما ضاع، تاركًا إياها وحيدةً، قابضةً على مفاتيح لأبواب لن تُفتح أبدًا، ولن تعود.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة خالد العامري
4↓الكاتبمدونة غازي جابر
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↑2الكاتبمدونة هند حمدي
7↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
8↓-1الكاتبمدونة خالد دومه
9↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑22الكاتبمدونة سارة القصبي135
2↑21الكاتبمدونة شرف الدين محمد 210
3↑12الكاتبمدونة عزة الأمير143
4↑8الكاتبمدونة رشا ماهر111
5↑8الكاتبمدونة خولة سعيدان138
6↑8الكاتبمدونة سالي علاء الدين177
7↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)157
8↑7الكاتبمدونة شيماء حسني216
9↑6الكاتبمدونة احلام السيد68
10↑6الكاتبمدونة محمد جاد90
11↑6الكاتبمدونة آيات القاضي120
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1105
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب703
4الكاتبمدونة ياسر سلمي670
5الكاتبمدونة اشرف الكرم586
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري511
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني433
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين426
10الكاتبمدونة سمير حماد 407

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب354551
2الكاتبمدونة نهلة حمودة209688
3الكاتبمدونة ياسر سلمي193148
4الكاتبمدونة زينب حمدي177415
5الكاتبمدونة اشرف الكرم140756
6الكاتبمدونة مني امين119397
7الكاتبمدونة سمير حماد 114258
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي105589
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين103922
10الكاتبمدونة مني العقدة99854

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
2الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
3الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
4الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
5الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
6الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
7الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
8الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
9الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
10الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19

المتواجدون حالياً

665 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع