أراد وطناً يشتهيه. بحجم أحلامه الصغيرة. لم يشفع له تراكم مواجعه على مقصلة الأسى، حين راح شذاذ الآفاق، ينفخون برئتيه هواءً، جمد نبض قلبه. استمات الساسة في وخزه بإبر نفاقهم. تقاذفته أمواج خداعهم. أغرقته أعاصير مظلمة أمراء الحرب. أحكمت جيوش الحزن حصارها على أنفاسه. كان في كل يوم، وعند مغيب الشمس، يتجرع قسراً، جرعة ألم تشل مركز ضميره. تزيده فتوراً. تشتته. تقسم متنه. فسقط في شرك انتظار مميت، ترقباً لانقشاع غيوم، أجل قسراً، تساقط غيثها. نخر الوهن خلايا ذاكرته. فأدخل عنوة في غرفة إنعاش الأوهام.