ليالٍ بنت بين عليٍّ وليلى وهماً متيناً، كجدار صمت مهيب. نظراتٌ عابرةٌ منه لم تفضحْ ارتباكاً، وإيماءاتٌ مبهمةٌ منها لم تُثرْ شكًّا. كان أساسُ عرشهما يرتفعُ في سمائهما، يستمدُّ قوتهُ من سكونهما المُطبقِ. ثمَّ، في لحظةٍ عابرةٍ، انطلقتْ من فمه كلمةٌ واحدةٌ، كزلزالٍ خفيٍّ هزَّ أركان يقينها. لم تكنْ صرخةً مدويةً، بل همسةً مسمومةً تسلَّلتْ إلى أعماق قلبها. تهاوى ما بنياه. تحوَّلَ الشكُّ المتينُ إلى أنقاضٍ متناثرةٍ أمام عينيها. لم يبقَ سوى فراغٍ موحشٍ، ودهشةٍ مريرةٍ، في موضعٍ كان بالأمسِ حصنًا من الثبات. فظهرت رسالةٌ على هاتفه بينما كانت هي شاردة، كشفتْ عن علاقة أخرى متوازية؛ وأن تلك الكلمة لم تكن سوى غيض من فيض خيانة أعمق وأكثر تدميراً لروحها.





































