في الصباح، حيث الرعب حُبلى؛
استُبدل أزيزٌ بأنين زجاج. التهمت النيران أفقًا كاملًا.
كان العالم يحدق في شاشة مشطورة: أيقونتان تتفتتان في الفناء، ومبنى ثالث يترنح وحيدًا، يرقص على حافة الهاوية.
عادل، المهندس، لم يرَ ركامًا؛ قرأ قصيدة انهيار لاذعة. لم تصدمه طائرة، ومع ذلك، تآكلت عظامه الفولاذية من الداخل. لم ينهار عرضيًا. كان يتقهقر عموديًا. سُحبت روحه، طابقًا إثر طابق، في صمت مريب.
هناك، في الظل المتصل بالشبكة، لم يجد إجابات. وجد فجوة تُقدر بمليارات، وصوتًا لرئيس يتكلم نبوءة، وصورًا لمقاعد شاغرة لم تبتلعها الطائرات.
ترك عادل الفنجان البارد. لم يعد يرى البرجين التوأمين كبنايات سقطت. تخيلهما قوسين لمدخل مسرح. وسُدلت الستارة. خلفها، العرض الأضخم.
في مرأىً من العالم الذي مضى، ظل عادل يحدق في البرج السابع قبل السقوط. كان يرى في سكونه الأخير ظلاً يبتلعه النور.






































