وقفَ أمامَ لوحةٍ فارغةٍ، تُغطّيها دموعُه. خلفَه، جلستْ المرأةُ في كرسيّها المتحرّكِ، تبتسمُ ببرودٍ. كانتْ عيناها من الزجاجِ الأزرقِ تُعانقانِ كحلًا جافًا، وشفتاها من الشمعِ تُشعّانِ لمعانًا باهتًا.
مدّتْ يدَها ببطءٍ من داخلِ قفازٍ أسودَ، لتُلامسَ وردةً ذابلةً نقشتها على خدّها. فجأة، تآكلَ لونُ الوردةِ الأحمر، وارتعشَ إصبعهُ على وجنتهِ، حيثُ جرحتهُ صلابةُ الندوبِ. كانتْ ابتسامةُ المرأةِ هي اللوحةَ الوحيدةَ المليئةَ باللون، لكنها لوحةٌ تُخفي حقيقةً سوداءَ أشدّ عتمةً من كلّ شيء.
كاتب وقاص ليبي