على ركام الأسمنت المتشقق، كانت الشمس الحارقة تلقي بظلال داكنة. كل نسمة هواء ساخنة أثارت غبارًا كثيفًا يكسو كل شيء بطبقة رمادية. جسدٌ صغير يزحف على ركبتين ويدين، مغطى بالغبار. يرتعش بشكل متقطع، وتبرز ضلوعه من تحت جلده كأضلاع قفص طير.
تشنجت عضلات حلقه، فخرجت خشخشة تكرارية. بجانبه، يدٌ صغيرة نحيلة تحتضن وعاءً معدنيًا خفيفًا ولامعًا.
حين سقط على الأرض، بقيت عيناه مفتوحتين، تحدقان في الفضاء اللانهائي بين المباني المنهارة. رفع يده ببطء نحو فمه، فتحها وأغلقها، ثم عاد ليحدق في الوعاء الفارغ، يقلبه على جانبه، ويضع أذنه عليه، يستمع إلى الصمت.
أرخى رأسه ببطء، فلامس الوعاء المعدني، وأصبحا قطعة واحدة وسط الركام. في النهاية، كانت عيناه المفتوحتان لا تريان، بل تنظران. نظرة ثابتة، لا تتردد، وكأنها تنتظر شيئًا.





































