في جدائلها، الأعمارُ وُشوشت وعودًا غائرةً. همست وعيناها قمر: "لن يمحوك الغياب، ما دام نجمك يحدّق في العلياء." تعشّقتها روحي، فرأت فيها أبديةً.
تراقصت السنون، ذوت زهور العمر. ظللتُ أبحثُ في أثير السماء عن نجمٍ يومض، بصيص أملٍ في لجج الظلام. كلما توهّجَ كوكبٌ، سرى وهجٌ خافتٌ بأضلعي، توهمتُ حلولها، أو طيفها.
وحين احتضر آخرُ بصيصٍ في كبد السماء، ناجيتُ: "أكان الوعدُ يا جدتي وهْمًا أم حقيقةً خالدة؟" أجاب الصدى، صوتٌ مبحوحٌ من أعماق الثرى: "الوعدُ يا ولدي، مرآةٌ عكستْ ما شاءتْ روحكَ أن تبصره في دياجير الفقد."