بين أنينِ أنقاضٍ داميةٍ، حيث تستكينُ الروحُ المثقلةُ بالجراحِ. صوتُ الثكالى المريرِ وسادةُ الأرضِ. انتصبَ طفلٌ، شبحُ وجعٍ. هالةُ يأسٍ تخنقُ المكانَ. عيناهُ الثاقبتانِ، كشظايا ليلٍ دامسٍ، تلتهمانِ فراغَ الزمانِ والذكرياتِ. تستعيدانِ رجفةَ دمارٍ اقتلعَ البهجةَ بعنفٍ. قبضةٌ متصلبةٌ تحتضنُ ترابًا مُعتّقًا بدموعِ الفقدِ المالحةِ. شاهدٌ أخرسُ على حلمٍ ذُبحَ. صمتٌ ساكن يخنقُ الأنفاسَ الخائرةَ، لا يمزّقُهُ إلا صرخةٌ مكتومةٌ في الأعماقِ. فجأةً، انتفضَ، وارتفعَ رأسُهُ شامخًا. عيناهُ شرارةُ إصرارٍ تتحدى الظلامَ بعنادٍ. على شفتيهِ، ابتسامةُ فجرٍ يشقُّ العتمةَ، يعلنُ ميلادًا جديدًا. يغرسُ... بذرةَ الحياةِ في قلبِ الموتِ الجاثمِ. ترى، هل تنبتُ؟






































