الاهداء: إلى أستاذي الروائي زيد الشهيد
على الأرضية الباردة، ركعت "سيلفيا"، كفّاها جافّتان كالحجر المنحوت. كان الرسام "ماركوس" يتأملها، وقد أتم للتو لمساته الأخيرة على اللوحة.
دخلت "إيزابيلا" الغرفة. لم ترفع بصرها عن اللوحة، وابتسامة خافتة ارتسمت على شفتيها، ثم نظرت إلى ماركوس.
لم يرد ماركوس بكلمة، بل أشار بيده إلى اللوحة، ونظر إلى سيلفيا التي لا تزال راكعة.
"إنها ليست مجرد صورة،" قالت إيزابيلا، "إنها نبض."
أمسك ماركوس بفرشاته، ومرّرها على اللوحة كأنه يداعبها، ثم نظر إلى إيزابيلا.
"ماذا الآن؟" سألته إيزابيلا وكأنها تتحدى نظراته.
رفع ماركوس كتفيه، ونظر إلى اللوحة، ثم إلى سيلفيا.
"الآن، أنت وأنا فقط يا ماركوس،" قالت "سيلفيا".
كانت الكلمات تخرج من فمها، لكن نبرتها كانت نبرة إيزابيلا.
فجأة، انهار جسد إيزابيلا، وتحول إلى حجر. عيناها المليئتان بالدموع وابتسامتها الخافتة لا تزالان على وجهها الحجري.
نظر ماركوس إلى التمثال الجديد، ثم إلى سيلفيا الواقفة أمامه، وشيء ما في اعماقة راح يتشكل .